Sunday, 17 May 2015

القرآن منهاج حياة - مشروع الأمة

القرآن منهاج حياة - مشروع الأمة

أنا إسمي منار عبد المنعم نايل أعمل(مساعد إداري أول) في شركة ناقلات النفط الكويتية متزوجة وأم لبنتين الحمد لله.

حياتي هي الحياة الحقيقية بعد منهاج حياة ولله الحمد الذي من علي بأن ألتحق بهذا المشروع العظيم ، كانت حياتي عادية بعيدة عن التأسيس الديني الصحيح وكنت أعتقد أن قراءة القرآن وحفظه هو الأساس.. إلى أن قابلت الأستاذة منال الأسيوطي في مسجد التركيت وأخبرتني بأنه سيتم عمل دورة القرآن منهاج حياة ... وأراد لي الله أن ألتحق ورأيت الدنيا بمنطلق آخر ورجعت للوراء كيف كنت عادية وديني دين غير عادي ...كيف كنت مستهترة وضعيفة وديني وقرآني فيه ما يقويني ويعينني ... كيف كنت واهية وتاركة لحياتي تسير دون هدف دون أمل دون تخطيط دون رؤية واضحة لما أنا خلقت وكيف أعرف ربي وكيف أعيش في الدنيا التي خلقني الله فيها فانا لست كسائر المخلوقات لقد من علي الله بأن أكون إنسانة ذات عقل مفكر ...وهنا أدركت معنى الحياة وقيمة العقل لكي أتدبر به كلام الله وأعمل به قال تعالى : (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) .
هيا ...أخواتي ...فلنسارع جميعا ونطرق باب الرحمن.. الذي أنزل علينا القرآن معاً .. ليكن " كتاب الله " هو منهاج الحياة
ستأخذ الدورة مساراً واضحاً في تقديم خدمة كتاب الله الكريم بفاعلية، من خلال المشاريع القرآنية والواجبات العملية التي ستطبق لتحقيق أهداف ديننا الحنيف و المنشودة والارتقاء بالعمل القرآني في كافة المجالات آخذين بعين الاعتبار الفاعلية والارتباط العميق بكتاب الله كأساس لهداية البشرية وتنوير الأمة والسير به نحو النهضة والحضارة الحقيقية التماساالتوعية بالمفاهيم والقيم الإسلامية الصحيحة لتفعيل الدور في تنمية المجتمع إعداد الشخصية القرآنية الحافظة لكتاب الله جاعلة إياه منهاجا لحياتها التأهيل  مستقبلا للعطاء في نفس المجال تعلم فقه القرآن وحسن تدبره واستخراج ما فيه من كنوز تدريب الحافظات على العمل بكتاب الله .
إني لأعجب من أمة تهجر كتاب ربها وتعرض عن سنة نبيها، ثم بعد ذلك تتوقع أن ينصرها ربها؟
إن هذا مخالف لسنن الله في الأرض. إن التمكين الذي وعد به الله والذي تحقق من قبل لهذه الأمة كان بفضل التمسك بكتاب الله عز وجل الدستور الرباني الذي فيه النجاة مما أصابنا الآن.

إن الذين يحلمون بنزول النصر من الله لمجرد أننا مسلمون لواهمين. ذلك أن تحقق النصر له شروط . قال تعالى: ? وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي اْلأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يعبدوننى َلا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ? النور: 55
كما أن ما بعد النصر له شروط. قال الله تعالى: ? الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي اْلأَرْضِ أَقَامُوا الصََّلاةَ وَآتَو ْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ اْلأُمُورِ ? الحج: 41

فعودوا إلى كتاب ربكم تنالوا نصره في الدنيا وتدخلوا جنته في الآخرة.


أختكم منار عبد المنعم

أُعدم اليوم شنقا في مصر

أعدم اليوم شنقاً في مصر
الابن الغالي/ عبدالرحمن سيد
عمره 19 سنة
طالب ثانوي
متفوق دراسياً جداً وهو السادس على مصر
ذكي ، حافظ للقرآن

Friday, 15 May 2015

الحكم بأسلوب بابا شارو

كنا فى طفولتنا نعيش رومانسية من نوع خاص، مادتها الرئيسة هى قصص الخيال الخرافى ... لكننا لم نكن نرى فيها هذه الخرافة، وكنا ندرك تمام الإدراك - حتى ونحن فى هذه السن الصغيرة - أنها فى سياقها القصصى تأخذنا لعالم رومانسى له قوانينه التى لم نخلط بينها - رغم طفولتنا الساذجة - وبين قوانين العالم الذى نعيش فيه!!ـ
أعادتنى صحيفة "الأهرام" اليوم لهذا العالم الرومانسى "الكيوت" بعنوانها الرئيس الذى لم أعرف إن كان عنواناً "خبرياً" كما يقول "مبناه"، أم هو عنوان "إنشائى" كما يقول "معناه"!! ... يقول العنوان: "إطلاق طاقات الإبداع والخيال فى مؤسسات الدولة"!! ... تذكرت فوراً وأنا أقرأه فيضاً من قصص الطفولة الساذجة: من قصة "الأميرة النائمة" التى حبسها "أهل الشر" فى سجن اللعنة حتى أطلق الأمير الموعود سراحها بقبلته الشهيرة التى طبعها على جبينها، إلى قصة علاء الدين الذى أطلق سراح العفريت المحبوس فى المصباح ليحقق له كل أحلامه، ولو كان طلب منه "الريف المصرى" كان ح يجيب له الريف الإنجليزى "بيرطن" ولا ولاد البلد!!ـ
الفرق الوحيد بين قصص الرومانسية التى ارتبطنا بها أطفالاً زمن "بابا شارو" و"ماما سميحة" وبين قصص هذه الأيام هو إن قصص الخرافة الرومانسية الحديثة طورت من تقنيات "إطلاق طاقات الإبداع والخيال" التى بينها لنا "الأهرام" وهو ينقل لنا أخبار ما يبذله الرئيس من جهد لاستعادة الوعى، فبدلاً من قبلة الجبين وحك المصباح طلب السيد الرئيس من كل رؤساء العمل إنهم "يطبطبوا" على الموظفين عندهم، وبهذا ستنطلق الطاقات النائمة والخيال المحبوس!!ـ
اوعوا تفتكروا المسألة مجرد كلام بيضحكوا بيه علينا ... الراجل جاب شوية شباب باين عليهم النعمة، وواضح من مظهرهم أنهم يرتبطون بصلة قرابة مع الأميرة النائمة، وطبطب عليهم، وأخد معاهم صورة وهم بيطلقوا طاقات الإبداع والخيال التى تجسدت فى أول "بطارية" صناعة مصرية 100% وضع عليها الرئيس إمضاءه الكريم!! ... منتهى الرومانسية!! والله ولك وحشة يا بابا شارو!!ـ

Wednesday, 13 May 2015

استريكس و اوبليكس


لا أعرف لماذا أتذكر هذه القصة المضحكة كلما سمعت أحد انصار السيسى وهو يتكلم عن إنجازات السيد الرئيس .. ويمجد ويعظم فى كل عمل قام به السيسى وكل موقف أو قرار أتخذه .. ويكون قرارا عاديا ولا يحتاج فى نظرى لكل هذا التبجيل والتعظيم .. مثل قراره بالأمس إقالة وزير عنصرى صرح تصريحا طبقيا مقيتا وارتكب خطأ فادحا لا يصدر عن وزير من المفترض أن واجبه الأساسى هو الحفاظ على العدالة فى الوطن .. وكان بقاءه إهانة للشعب والدستور .. متى يكتشف انصار السيسى أن المزيج السحرى لرئيسهم الجبار مغشوشا ؟؟ ..

أفلح إن صدق ، و لكنه لن يصدق

دعونا من الملاحظات الشكلية، ومن أخطاء المونتاج، ومن الإطالة المملة ... إلى آخر هذه الأمور الشكلية التى سنتجاوزها .... كنت أود أن ينجح السيسى فى إجبارى على تصديقه، لكنه لم يكن صادقاً لأصدقه ... استقر هذا فى يقينى وأنا أسمعه يستجدى شركات الأدوية كى تبيعه مليون جرعة علاجية من أدوية علاج مرضى الفيروس سى ... طلب هذه الجرعات من أجل الشباب المصابين بالمرض الذى سيأكل أكبادهم ويأكل معها الأمل فى أن يعملوا وأن ينتجوا وأن يقبلوا على حياة بغير ألم!! ... تحدث وبراءة الأطفال فى عينيه كى يبدو صادقاً، لكن كذبه هذه المرة كان فاضحاً!!ـ
لم يذكر لنا ما حقيقة جهاز معالجة الفيروسات؟! ... وماذا كان مصير الطلبات التى حررها المرضى من الشباب ومن غيرهم ليتلقوا العلاج بدءاً من 30 يونيو 2014؟! ... لماذا يستجدى جرعات العلاج من شركات الأدوية وقد أعلن الجيش تحت قيادته أنه قد أنهى عذاب البشرية مع الأمراض الفيروسية بما فيها الإيدز؟!! ... لماذا تجاهل الأمر تماماً كأنه لم يكن؟!! ... لماذا لم يصارح الشعب بالحقيقة إن كان فى نيته بالفعل أن يصارحهم بها؟!! ... وإذا كان قد انكشف مع الأيام أن وعود الماضى كانت كذباً، فلماذا يظن أن الصدق سيكون اليوم حليفه؟!!ـ

الحاوي و الرهبان

فى مقاله الأخير بجريدة الأهرام .. عرض الدكتور جلال أمين قصة عميقة المغزى .. وبالغة الطرافة .. كتبها الكاتب الفرنسى الشهير أناتول فرانس فى أواخر القرن التاسع عشر .. اسمها "الحاوى والسيدة العذراء" .. حازت شهرة عظيمة .. سأعرض ملخصها هنا دون تفسير أو تعقيب .. تروى القصة أن حاويا فقيرا فى مدينة فرنسية صغيرة .. كان يجوب الشوارع محاولا أن يلفت نظر المارة وخاصة الأطفال .. لبعض الألعاب التى أتقنها ويظهر مهارة فيها .. كأن يضع قرشا فى أعلى عصا طويلة ثم يضع العصا على طرف أنفه .. ويستطيع بالمحافظة على توازنه أن يحتفظ بالعصا مستقرة على أنفه دون أن يقع القرش .. فيستمر تصفيق المتفرجين .. أو كأن يلقى ببضع كرات ملونة فى الهواء ثم يتلقاها بيديه الواحدة تلو الأخرى دون أن تقع أى منها على الأرض .. أو أن يفعل مثل هذا مع مجموعة من السكاكين دون أن يصيب نفسه بأذى .. إلخ .. و فى أحد الأيام قابل الرجل أحد الرهبان .. ولاحظ الراهب أن الحاوى يحمل فى قلبه إيمانا صادقا .. فعرض عليه أن ينضم إليهم فى الدير ويصبح راهبا مثله .. رحب الحاوى بالفكرة وذهب لاحضار متاعه البسيط وقصد الدير وبدأ حياة الرهبان .. اطمأن الرهبان إليه ولاحظوا جميعا قوة إيمانه وأثنوا عليه .. ولكنهم لاحظوا بعد بضعة أسابيع تغيبه عن بعض الصلوات .. وعندما تكرر ذلك أرسلوا أحدهم إلى حجرته لمعرفة ما الذى يمكن أن يشغله عن الاشتراك معهم فى الصلاة .. ذهب الراهب فوجد باب حجرة الحاوى مغلقا .. ولكنه رأى شقا فى الباب يمكنه من خلاله أن يشاهد ما يجرى فى الغرفة .. نظر الراهب فرأى ما لم تصدقه عيناه .. رأى الحاوى واقفا أمام تمثال السيدة العذراء يصلى .. ولكنه فوجئ به يقوم فى نفس الوقت ببعض الألعاب التى اعتاد القيام بها أمام المارة فى الطريق .. يقوم بها الآن فى مواجهة التمثال .. يعرض مهاراته على السيدة العذراء للاحتفاظ بالعصا واقفة على أنفه وإلقاء الكرات الملونة فى الهواء ثم التقاطها واللعب بالسكاكين .. كان من الواضح أنه يفعل ذلك الآن من أجل السيدة العذراء دون غيرها إذ لم يكن هناك شخص آخر فى الغرفة .. اعترت الراهب دهشة عظيمة ثم ذهب لنقل الخبر إلى بقية الرهبان .. فلما تأكدوا من روايته .. اعتراهم غضب شديد .. واعتبروا ما يحدث عملا شائنا للغاية .. بل ذهب بعضهم إلى اعتباره من قبيل الكفر الصريح .. قرروا ارسال اثنين منهم لكسر الباب ومنع الرجل من الاسترسال فى هذا العمل الشائن أمام تمثال العذراء .. ولكنهم فوجئوا برؤية منظر لم يكن يخطر لهم على بال .. إذ قبل أن يوجه أحدهما أى كلمة إلى الحاوى .. رأيا تمثال السيدة العذراء يتحرك .. وإذا بها تمد يدها فتمسك بطرف ردائها وتقربه من وجه الحاوى الواقف أمامها والمتصبب عرقا .. فتمسح بطرف الرداء بعض العرق من وجهه فى لمسات حانية .. كان الرجل مخلصا وصادقا فى تدينه .. ولكن طريقته الجديدة فى ممارسة شعائر الدين لم تعجب زملاءه من الرهبان .. فاتهموه بالهرطقة والكفر ..

Saturday, 9 May 2015

7 Reasons You Should Quit Facebook in 2015


Ten years ago Facebook was just cresting as the cool new social media site that helped you keep in touch with the people you didn’t actually like in high school. We fed it our thoughts and feelings, shared our meals and locations and our top ten movie lists, kept it up-to-date on our relationship status, political views, favorite links, and personal information — all in the name of staying connected, and all without a thought to our security. But with a decade of questions regarding how Facebook makes money now answered, and a general understanding of how sharing information online can be dangerous (while the platform constantly updates its security protocol), we continue to use it anyway, even though many of us are just checking in as ritual and have threatened our exit from Facebook for years.

Of course, screen time in moderation is, for the most part, perfectly acceptable, and social media can offer a few genuinely beneficial uses. But before you log in or tap that app on your smartphone again, here are a few reasons to quit Facebook in 2015.

It Wastes Your Time
It's estimated that the average casual user (17 minutes per day on Facebook) who has been active on the site for 10 years has wasted upwards of 40 entire days of their lives scrolling and liking and commenting on pictures and posts. And more engaged users, who spend at least an hour a day on the site, have clocked 150 days feeding the Facebook beast during the same time. Think about how long you spend on the site each day, and what else could be a more productive use of your time.

Facebook Uses You to Sell Stuff...
In 2012, the site manipulated posts from 689,000 accounts without consent in an experiment that examined whether or not it could affect your emotions by making a few edits on your page. The study was done, according to Facebook, to "improve our services and to make the content people see on Facebook as relevant and engaging as possible." Skeptics think it was really used to discover the monetary benefit of a Like. COO Sheryl Sandberg later apologized, adding that they "never meant to upset you."
RELATED: Three Simples Steps for Keeping Photos Out of Hackers' Hands

And Targets You with Advertisements
One time you wanted to buy a thing, and then you searched for that thing, and six months later Facebook is still reminding you that you should think about buying that thing, even if you already bought the thing. Yes, most sites do this thanks to embedded cookies, but only Facebook seamlessly posts these ads in your timeline with enough regularity that you can only assume your friend has an odd obsession with the latest Norelco razor.

It's Bad for Your Health
Facebook isn't just a harmless website dedicated to cataloging your vacations, poor wardrobe choices, and myopic thoughts on sporting events (which can both define or destroy relationships), it can actually do you harm. Studies hint that it can impact your immune system and inhibit the release of growth hormones, impair digestion and vision, limit thinking and kill creativity, and affect sleep patterns and happiness.

"Who Are These People, Anyway?"
The average adult has 338 friends on Facebook and probably doesn't know more than 10 percent of them anymore, or at all. Many of them likely have new lives, some have new last names, new passions, new facial hair, and new humans they're now responsible for keeping alive (read: babies). These are not the friends you knew, and semi-casually keeping up with them is a waste of time that could be better spent with new, real friends. Or on Twitter.

RELATED: Why Apple Pay Will Take Over the World

"But I Don't Care About Privacy"
Fair. That's your right. But the problem is that we're setting precedent for the future without yet understanding how it will affect the free and open Web, and simultaneously creating an internet that relies on you having a Facebook account to access sites that are not Facebook. As one of nearly 1.2 billion users to date, odds are decent that your account won't be hacked by someone with ill-will toward your family. That doesn't mean that permitting easy access to your information goes without consequence, both immediately and decades from now.

Nothing You Post Actually Matters
Very few people care what you're doing, whom you're with, where you're eating, or what you just bought, and the people who do were probably right next to you when you did it. We all saw that funny Ice Bucket Challenge video, and if we didn’t see it, it's fine. We're all fine. You'll sleep well without knowing which childhood toys you owned are now worth a fortune, and you will absolutely "believe what happened next" on Upworthy, because someone took time to write about it. These articles only exist because you share them on Facebook, and you only share them because they exist. So, instead, just invite a friend over to talk about how much you both loved Save By the Bell. The internet can only take so much nostalgia.

If you're serious about quitting Facebook today, you can do it right now by clicking here.

Get the latest in gear, style, travel & adventure news delivered directly to your inbox. Sign up now for the Men's Journal newsletter.
– Matthew Kitchen


320 يومًا في سجون النظام الغاشـم


ليست رمزًا، لا استعارةً، لا كناية. ليست عصفور قوس قزح يمرح في الفضاء ويغني للشروق الذي لم يئن أوانه. ليست شجرةً تأوي إليها الطيور الهائمة على غير هدًى، تبتني في أغصانها أعشاشها الآمنة. لا؛ وليست الحارس الليلي على بوابات النوم تهش الكوابيس التي تحوم وتصد هجمات البرابرة الذين تسلقوا أسوار المدينة. ليست المسحراتي الذي يوقظ النائمين على أداء الفَرض قبل مطلع الفَجر الوشيك. وليست العرَّاف الذي يطوف بالحواري والأزقة والميادين التي عرفت مذاق الدم، ينبئهم بأن الدم قادمٌ لا محالة، قد يجري أنهارًا أو ينابيع تروي الأرض العطشى لتصحو وتُطلع الأشجار.
هي ضحكةٌ بسيطة تَعلق بخط الزَّوال، لا تريم، لا تعرف اليأس والتَّعبَ، ولا تعرفها عوامل التعرية؛ معلقةٌ كالنجم القطبي في متاهة السماء، لا ينطفئ أو يذوي. ضحكةٌ بلا قهقهة، بَل بلا صوت، لكنها تحتل ملامح الوجه، وتأخذه- حتى في أقسى اللحظات- إلى حال من البهجة الغريبة، المعدية، لتنسى تضاريس المكان وتفاصيله، حدود الزمان وشروطه، وكأن الحياة قد صفت فجأةً من أكدارها، وتلاشت الهموم التي تثقل القلب والروح.
فكيف يمكن التوفيق بين هذه الضحكة والدموع التي رأيتها تترقرق في عينيها في أول زيارة لي إليها في سجن القناطر؟ كانت الدموع في عينيها والضحكة في وجهها، في آن، وهي ترتمي في حضني، طويلاً طويلاً، لا تريد الخروج، ولا أريد لها الخروج. 
لم تكن الدموع بُكاءً أو حزنًا، بل لغة سرية لا يستوعبها سواي وسواها، تقول ما تعجز عنه اللغات، ما لو نطقت به لبدا سُخفًا وهذرًا وابتذالاً للحالة والمقام. 
فهل كانت دموعها أم دموعي؟
لا فَرق.
فكيف يمكن التوفيق بين الحلم والكابوس في فتاة تمشي مرَحًا في الشوارع والأسواق، كأنها تحلِّق أو ترفرف في فضاء مُضاءٍ بالنُّجوم الزاهرة، أو الشموس الصغيرة التي لا تعرف الغروب؟ كيف يمكن التوفيق بين الخيال الجامح وقوات الأمن المركزي، والبلطجية، وزنزانة تضم سبع فتيات يطرقن- بقبضاتهن الصغيرة، الهشة- أبواب صُبح عصي يتمنع عليهن إلى حدِّ اليأس؛ فيوصدن أبوابهن في وجهه، ويواصلن الطَّرق بعنفوان جديد؟
لا بأس.
لا يأس.
فسيواصلن الطَّرق، الطَّرق، الطَّرق.. إلى أن يستجيب الصباح، والرياح، والكائنات النائمة أو المخدَّرة، والماء والنار، والحجر والأشجار، والزمان والمكان، والصمت والصراخ، وهيولَى الخلق والكينونة..
وهي ليست رمزًا، لا استعارةً، لا كناية.
هي يَارَا.

إما أن تؤدوا الأمانة، وإلا فلا تنجبوا !!

عندما يعود إليكِ ابنكِ ذو الثماني سنوات من المدرسة "الإسلامية" ليقول: (ماما اليوم بنت جابت سي دي وشغلت عليه في غياب المعلمة وطلعت صورة امرأة شبه عارية) !!
عندما يأتيكَ ابنكَ بعد درس التربية الوطنية ليسألك: (بابا مين أكبر؟ الله ولَّا الملك؟)!!!
عندما تعود إليكِ ابنتكِ لتقولِ: (ماما، معلمة الحاسوب شلحت الجلباب وصارت تلبس جاكيت على بنطلون)
عندها...لا تظل تضحك على حالك وتضحكي على حالك وتقولوا: (أرسلت اولادي لمدرسة إسلامية، وعملت الي بقدر عليه) !! وتلتهوا بالواتس والفيس والعلاقات الاجتماعية عمَّن استأمنكم الله عليهم!
لا تظلوا تقولوا: (لا خطر عليهم، فبيئتنا محافظة وأجدادهم وأعمامهم وأخوالهم محافظون)، وأنتم ترونهم يحرصون على اقتناء الآيباد والآيبود والموبايلات كأبناء أعمامهم...حيث لا شك ولا بد من أن يروا ما يهدم الدين والأخلاق ويلوث الفطرة ولو فتحوا على صفحات الألعاب!
أبناءنا يهاجَمون على كل الصُّعد، في كل مكان، في هويتهم وأخلاقهم وعقيدتهم وفكرهم...
تسعة أعشار الدور أصبح عليكَ أيها الأب وعليكِ أيتها الأم...
إما أن تؤدوا الأمانة، وإلا فلا تنجبوا !!

Friday, 8 May 2015

مسلمة مودرن

-انا مسلمة
-اهلا بيك
-بس انا شايفه ان الدين معقده الناس الجهلة اللي مسميين نفسهم شيوخ كل شوية حلال وحرام وعذاب قبر وعذاب جهنم الدين مش كدة ربنا كبير بيسامح ومش معقدها زيهم
- مش فاهم قصدك ايه
- مين قال ان الحجاب فرض من الفروض الخمسة
- هم الفروض خمسة بس....
- انت مش مسلم واللا ايه سيادتك الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج
- يا سلام... هم دول الفروض بس
- اه طبعا انت باين عليك ما تعرفش
- لا للاسف انا اعرف انهم اركان مش فروض الفروض تتعد بالمئات والالاف
ثانيا انتي يا هانم بتصلي وبتحجي
- يعني مش بانتظام
- يعني اخر مرة صليتي امتى
- انت بتحاسبني واللا ايه
- لا لا سمح الله بس بسال علشان افكرك بحاجة كدة
- يعني من شوية
- شوية ايه اسبوع ...- لا .... - شهر ....- لا ....سنة 
- بص بقى انا من الثانوية العامة ما صليتش خلاص ارتحت
- معلش مش قصدي طيب كنتي لابسة ايه
- ايه العبط بتاعك ده هو انا فاكرة اكلت ايه امبارح
- لا قصدي كنتي لابسة حجاب واللا لا
- اه كنت لابسة هي الصلاة تنفع من غير حجاب
- خلاص لما تبقي تصلي تاني ابقي قولي لنفسك بقى ان الحجاب اساس لصحة الصلاة والصلاة اساس لصحة اسلامك بكدة الحجاب اساسي للمؤمنات 
قبل ما تقولي حلال وحرام اعملي الواجب اللي عليكي

Thursday, 7 May 2015

السيدة نفيسة

ابنة أمير المؤمنين الحسن بن زيد بن السيد سبط النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي رضي الله عنهما، العلوية الحسنية صاحبة المشهد الكبير المعمول بين مصر والقاهرة.
لجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف ولا يجوز مما فيه من الشرك، ويسجدون لها، ويلتمسون منها المغفرة، وكان ذلك من دسائس دعاة العُبيدية.
قيل: كانت من الصالحات العابدات، والدعاء مستجاب عند قبرها، بل وعند قبور الأنبياء والصالحين.
قال المحقق وفقه الله تعليقًا على هذا ما نصه:
لم يثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - شيء في كون الدعاء مستجابًا عند قبور الأنبياء والصالحين والسلف الصالح لا يعرف عنهم أنهم كانوا يقصدون قبور الأنبياء والصالحين للدعاء عندهم، ويرى ابن الجزري في "الحصن الحصين" أن استجابة الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين ثبتت بالتجربة وأقره عليه الشوكاني في "تحفة الذاكرين" ص 46 لكن قيده بشرط ألا تنشأ عن ذلك مفسدة وهي أن يعتقد في ذلك الميت ما لا يجوز اعتقاده كما يقع لكثير من المعتقدين في القبور، فأنهم قد يبلغون الغلو بأهلها إلى ما هو شرك بالله عز وجل فينادونهم مع الله، ويطلبون منهم ما لا يطلب إلا من الله عز وجل، وهذا معلوم من أحوال كثير من العاكفين على القبور خصوصًا العامة الذين لا يفطنون لدقائق الشرك .

ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟

لم يكن انحطاط المسلمين أولاً، وفشلهم وانعزالهم عن قيادة الأمم بعد، وانسحابهم من ميدان الحياة والعمل أخيراً، حادثاً من نوع ما وقع وتكرر في التاريخ من انحطاط الشعوب والأمم، وانقراض الحكومات والدول، وانكسار الملوك والفاتحين، وانهزام الغزاة المنتصرين، وتقلص ظل المدنيات. والجزر السياسي بعد المد. فما أكثر ما وقع مثل هذا في تاريخ كل أمة. وما أكثر أمثاله في تاريخ الإنسان العام! ولكن هذا الحادث كان غريباً لا مثيل له في التاريخ. مع أن في التاريخ مثلاً وأمثلة لكل حادث غريب.
لم يكن هذا الحادث يخص العرب وحدهم، ولا يخص الشعوب والأمم التي دانت بالإسلام، فضلاً عن الأسر والبيوتات التي خسرت دولتها وبلادها، بل هي مأساة إنسانية عامة لم يشهد التاريخ أتعس منها ولا أعم منها. فلو علم العالم حقيقة هذه الكارثة، ولو عرف مقدار خسارته ورزيته، انكشف عنه غطاء العصبية، لاتخذ هذا اليوم النحس - الذي وقعت فيه يوم عزاء ورثاء، ونياحة وبكاء، ولتبادلت شعوب العالم وأممه التعازي، ولبست الأمة ثوب الحداد، ولكن ذلك لم يتم في يوم، وإنما وقع تدريجياً في عقود من السنين، والعالم لم يحسب إلى الآن الحساب الصحيح لهذا الحادث، ولم يقدره قدره، وليس عنده المقياس الصحيح لشقائه وحرمانه.
إن العالم لم يخسر شيئاً بانقراض دولة ملكت حيناً من الدهر. وفتحت مجموعاً من البلاد والأقاليم. واستعبدت طوائف من البشر. ونعمت وترفهت.

تقرير يفضح النيات المبيتة للإسلام

اقرأ معى هذا التقرير..:
تقرير اللجنة المؤلفة برياسة السيد " زكريا محيى الدين " رئيس الوزراء فى حينه، بشأن القضاء على تفكير الإخوان، بناء على أوامر السيد الرئيس بتشكيل لجنة عليا، لدراسة واستعراض الوسائل التى استعملت، والنتائج التى تم التوصل إليها، بخصوص مكافحة جماعة الإخوان المسلمين المنحلة، ولوضع برنامج لأفضل الطرق التى يجب استعمالها فى مكافحة الإخوان بالمخابرات، والمباحث العامة، لبلوغ هدفين:
أـ غسل مخ الإخوان من أفكارهم.
ب ـ منع عدوى أفكارهم من الانتقال إلى غيرهم.
اجتمعت اللجنة المشكلة من:
1 ـ سيادة رئيس مجلس الوزراء
2 ـ السيد / قائد المخابرات العامة
3 ـ السيد / قائد المباحث الجنائية العسكرية
4 ـ السيد / مدير المباحث العامة
5 ـ السيد / مدير مكتب السيد المشير عبد الحكيم عامر
وذلك فى مبنى المخابرات العامة بكوبرى القبة، وعقدت عشرة اجتماعات متتالية وبعد دراسة كل التقارير والبيانات والإحصائيات السابقة، أمكن تلخيص المعلومات المجتمعة فى الآتى:
1 ـ تبين أن تدريس التاريخ الإسلامى فى المدارس للنشء بحالته القديمة يربط السياسة بالدين فى لا شعور كثير من التلاميذ منذ الصغر ويتتابع ظهور معتنقى الأفكار الإخوانية.
2 ـ صعوبة واستحالة التمييز بين أصحاب الميول والنزعات الدينية وبين معتنقى الأفكار الإخوانية، وسهولة وفجائية تحول الفئة الأولى إلى الفئة الثانية بتطرف أكبر.
3 ـ غالبية أفراد الإخوان عاش على وهم الطهارة، ولم يمارس الحياة الجماعية الحديثة، ويمكن اعتبارهم من هذه الناحية " خام ".
4 ـ غالبيتهم ذوو طاقة فكرية وقدرة تحمل ومثابرة كبيرة على العمل، وقد أدى ذلك إلى اطراد دائم وملموس فى تفوقهم فى المجالات العلمية والعملية التى يعيشون فيها وفى مستواهم الفكرى والعلمى والاجتماعى بالنسبة لأندادهم رغم أن جزءاً غير بسيط من وقتهم موجه لنشاطهم الخاص بدعوتهم (المشئومة) .
5 ـ هناك انعكاسات إيجابية سريعة تظهر عند تحرك كل منهم للعمل فى المحيط الذى يقتنع.
6 ـ تداخلهم فى بعض، ودوام اتصالهم الفردى ببعض وتزاورهم، والتعارف بين بعضهم البعض يؤدى إلى ثقة كل منهم فى الآخر ثقة كبيرة.
7 ـ هناك توافق روحى، وتقارب فكرى وسلوكى يجمع بينهم فى كل مكان حتى ولو لم تكن هناك صلة بينهم.
8 ـ رغم كل المحاولات التى بذلت منذ عام 1936 لإفهام العامة والخاصة بأنهم يتسترون وراء الدين لبلوغ أهداف سياسية إلا أن احتكاكهم الفردى بالشعب يؤدى إلى محو هذه الفكرة عنهم، رغم أنها بقيت بالنسبة لبعض زعمائهم.
9 ـ تزعمهم حرب العصابات سنة 1948 والقتال سنة 1951 رسب فى أفكار بعض الناس صورهم كأصحاب بطولات وطنية عملية، وليست دعائية فقط، بالإضافة إلى أن الأطماع الإسرائيلية والاستعمارية والشيوعية فى المنطقة لا تخفى أغراضها فى القضاء عليهم.
10 ـ نفورهم من كل من يعادى فكرتهم جعلهم لا يرتبطون بأى سياسة خارجية سواء كانت عربية أو شيوعية أو استعمارية، وهذا يوحى لمن ينظر فى ماضيهم أنهم ليسوا عملاء.
وبناء على ذلك رأت اللجنة أن الأسلوب الجديد فى المكافحة يجب أن يشمل أساساً بندين متداخلين وهما:
أـ محو فكرة ارتباط الدين الإسلامى بالسياسة.
ب ـ إبادة تدريجية مادية ومعنوية وفكرية للجيل القائم فصلاً من معتنقى الفكرة.
ويمكن تلخيص أسس الأسلوب الواجب استخدامه لبلوغ هذين الهدفين فى الآتى:
أولاً: سياسة وقائية عامة:
1 ـ تغيير مناهج تدريس التاريخ الإسلامى والدين فى المدارس وربطها بالمعتقدات الاشتراكية كأوضاع اجتماعية واقتصادية وليست سياسية. مع إبراز مفاسد الخلافة خاصة زمن العثمانيين وأن تقدم الغرب السريع إنما كان عقب هزيمة الكنيسة وإقصائها عن السياسة.
2 ـ التحرى الدقيق عن رسائل وكتب ونشرات ومقالات الإخوان المسلمين فى كل مكان ثم مصادرتها وإعدامها.
3 ـ يحرم بتاتاً قبول ذوى الإخوان وأقربائهم حتى الدرجة الثالثة فى القرابة من الانخراط فى السلك العسكرى أو البوليس أو السياسة، مع سرعة عزلة الموجودين من هؤلاء الأقرباء من هذه الأماكن أو نقلهم إلى الأماكن الأخرى فى حالة ثبوت ولائهم.
4 ـ مضاعفة الجهود المبذولة فى سياسة العمل الدائم على إفقاد الثقة بينهم وتحطيم وحدتهم بشتى الوسائل، وخاصة عن طريق إكراه البعض على كتابة تقارير عن زملائهم بخطهم، ثم مواجهة الآخر بما معها مع العمل، على منع كل من الطرفين من لقاء الآخر أطول فترة ممكنة لنزيد هوة انعدام الثقة بينهم.
5 ـ بعد دراسة عميقة لموضوع المتدينين من غير الإخوان، وهم الذين يمثلون
" الاحتياطى " لهم وجد أن هناك حتمية طبيعية عملية لالتقاء الصنفين فى المدى الطويل، ووجد أنه من الأفضل أن يبدأ بتوحيد معاملتهم بمعاملة الإخوان قبل أن يفاجئونا كالعادة باتحادهم معهم علينا.
ومع افتراض احتمال كبير لوجود أبرياء منهم إلا أن التضحية بهم خير من التضحية بالثورة فى يوم ما على أيديهم.
ولصعوبة واستحالة التمييز بين الإخوان والمبتدئين بوجه عام فلا بد من وضع الجميع ضمن فئة واحدة ومراعاة ما يلى:
أـ تضييق فرص الظهور والعمل أمام المتدينين عموماً فى المجالات العلمية والعملية.
ب ـ محاسبتهم بشدة وباستمرار على أى لقاء فردى أو زيارات أو اجتماعات تحدث بينهم.
جـ ـ عزل المتدينين عموماً عن أى تنظيم أو اتحاد شعبى أو حكومى أو اجتماعى أو طلابى أو عمالى أو إعلامى.
د ـ التوقف عن السياسة السابقة فى السماح لأى متدين بالسفر للخارج للدراسة أو العمل حيث فشلت هذه السياسة فى تطوير معتقداتهم وسلوكهم، وعدد بسيط جداً منهم هو الذى تجاوب مع الحياة الأوربية فى البلاد التى سافروا إليها. أما غالبيتهم فإن من هبط منهم فى مكان بدأ ينظم فيه الاتصالات والصلوات الجماعية أو المحاضرات لنشر أفكاره.
هـ ـ التوقف عن سياسة استعمال المتدينين فى حرب الشيوعيين واستعمال الشيوعيين فى حربهم بغرض القضاء على الفئتين، حيث ثبت تفوق المتدينين فى هذا المجال، ولذلك يجب أن نعطى الفرص للشيوعيين لحربهم وحرب أفكارهم ومعتقداتهم، مع حرمان المتدينين من الأماكن الإعلامية.
وـ تشويش الفكرة الشائعة عن الإخوان فى حرب فلسطين والقتال وتكرار النشر بالتلميح والتصريح عن اتصال الإنجليز بالهضيبى، وقيادة الإخوان، حتى يمكن غرس فكرة أنهم عملاء للاستعمار فى أذهان الجميع.
ز ـ الاستمرار فى سياسة محاولة الإيقاع بين الإخوان المقيمين فى الخارج وبين الحكومات العربية المختلفة وخاصة فى الدول الرجعية الإسلامية المرتبطة بالغرب، وذلك بأن يروج عنهم فى تلك الدول أنهم عناصر مخربة ومعادية لهم وأنهم يضرون بمصلحتها، وبهذا تسهل محاصرتهم فى الخارج أيضاً.
ثانياً:
استئصال السرطان الموجود الآن، وبالنسبة للإخوان الذين اعتقلوا أو سجنوا فى أى عهد من العهود يعتبرون جميعاً قد تمكنت منهم الفكرة كما يتمكن السرطان فى الجسم ولا يرجى شفاؤه، ولذا تجرى عملية استئصالهم كالآتى:
المرحلة الأولى:
إدخالهم فى سلسلة متصلة من المتاعب تبدأ بالاستيلاء أو وضع الحراسة على أموالهم وممتلكاتهم، ويتبع ذلك اعتقالهم وأثناء الاعتقال تستعمل معهم أشد أنواع الإهانة والعنف والتعذيب على مستوى فردى ودورى حتى يصيب الدور الجميع ثم يعاد وهكذا.
وفى نفس الوقت لا يتوقف التكدير على المستوى الجماعى بل يكون ملازماً للتأديب الفردى.
وهذه المرحلة إذا نفذت بدقة ستؤدى إلى:
بالنسبة للمعتقلين:
اهتزاز الأفكار فى عقولهم وانتشار الاضطرابات العصبية والنفسية والعاهات والأمراض بينهم.
بالنسبة لنسائهم:
سواء كن زوجات أو أخوات أو بنات فسوف يتحررن ويتمردن لغياب عائلهن، وحاجتهن المادية قد تؤدى لانزلاقهن.
بالنسبة للأولاد:
تضطر العائلات لغياب العائل ولحاجتها المادية إلى توقيف الأبناء عن الدراسة وتوجيههم للحرف والمهن، وبذلك يخلو جيل الموجهين المتعلم القادم ممن فى نفوسهم أى حقد أو أثر من آثار أفكار آبائهم.
المرحلة الثانية:
إعدام كل من ينظر إليه بينهم كداعية، ومن تظهر عليه الصلابة سواء داخل السجون أو المعتقلات أو بالمحاكمات، ثم الإفراج عنهم بحيث يكون الإفراج عنهم على دفعات، مع عمل الدعاية اللازمة لكى تنتشر أنباء العفو عنهم ليكون ذلك سلاحاً يمكن استعماله ضدهم من جديد فى حالة الرغبة فى إعادة اعتقالهم.
وإذا أحسن تنفيذ هذه المرحلة مع المرحلة السابقة فستكون النتائج كما يلى:
1 ـ يخرج المعفو عنه إلى الحياة فإن كان طالباً فقد تأخر عن أقرانه، ويمكن أن يفصل من دراسته ويحرم من متابعة تعليمه.
2 ـ إن كان موظفاً أو عاملاً فقد تقدم زملاؤه وترقوا وهو قابع مكانه.
3 ـ إن كان تاجراً فقد أفلست تجارته، ويمكن أن يحرم من مزاولة تجارته.
4 ـ إن كان مزارعاً فلن يجد أرضاً يزرعها حيث وقعت تحت الحراسة أو صدر قرار استيلاء عليها.
وسوف تشترك الفئات المعفو عنها جميعها فى الآتى:
1 ـ الضعف الجسمانى والصحى، والسعى المستمر خلف العلاج والشعور المستمر بالضعف المانع من أية مقاومة.
2 ـ الشعور العميق بالنكبات التى جرتها عليهم دعوة الإخوان وكراهية الفكرة والنقمة عليها.
3 ـ انعدام ثقة كل منهم فى الآخر، وهى نقطة لها أهميتها فى انعزالهم عن المجتمع وانطوائهم على أنفسهم.
4 ـ خروجهم بعائلاتهم من مستوى اجتماعى أعلى إلى مستوى اجتماعى أدنى نتيجة لعوامل الإفقار التى أحاطت بهم.
5 ـ تمرد نسائهم وثورتهن على تقاليدهم، وفى هذا إذلال فكرى ومعنوى لكون النساء فى بيوتهن يخالف سلوكهن أفكارهم، ونظراً للضعف الجسمانى والمادى لا يمكنهم الاعتراض.
6 ـ كثرة الديون عليهم نتيجة لتوقف إيراداتهم واستمرار مصروفات عائلاتهم.
النتائج الإيجابية لهذه السياسة هى:
1 ـ الضباط والجنود الذين يقومون بتنفيذ هذه السياسة سواء من الجيش أو البوليس سيعتبرون فئة جديدة ارتبط مصيرها بمصير هذا الحكم القائم حيث يستشعرون عقب التنفيذ أنهم (أى الضباط والجنود) فى حاجة إلى نظام الحكم القائم ليحميه من أى عمل انتقامى قد يقوم به الإخوان للثأر.
2 ـ إثارة الرعب فى نفس كل من تسول له نفسه القيام بمعارضة فكرية للحكم القائم.
3 ـ وجود الشعور الدائم بأن المخابرات تشعر بكل صغيرة وكبيرة وأن المعارضين لن يستتروا وسيكون مصيرهم أسوأ مصير.
4 ـ محول فكرة ارتباط السياسة بالدين الإسلامى.
انتهى ويعرض على السيد الرئيس جمال عبد الناصر
إمضاء
السيد / رئيس مجلس الوزراء
السيد / قائد المخابرات
السيد / قائد المباحث الجنائية العسكرية
السيد / مدير المباحث العامة
السيد / شمس بدران
أوافق على اقتراحات اللجنة.
جمال عبد الناصر

الإسلام وجماعة الإخوان - الشيخ محمد الغزالي

انتسبت لجماعة الإخوان فى العشرين من عمرى، ومكثت فيها قرابة سبع عشرة سنة، كنت خلالها عضواً فى هيئتها التأسيسية، ثم عضواً فى مكتب الإرشاد العام..
وشاء الله أن يقع نزاع حاد بينى وبين قيادة الجماعة، انتهى بصدور قرار يقضى بفصلى وفصل عدد آخر من الأعضاء.
وبعد عدة شهور من ذلك الحدث صدر قرار حكومى بحل الجماعة كلها والإجهاز على جميع أنشطتها.
وأريد أن أكون منصفاً، فإن الزعم بأن جميع الإخوان أشرار سخف وافتراء، والزعم بأن الجماعة كلها كانت معصومة من الخطأ غرور وادعاء..
وليس ذلك ما يعنينى هنا، إنما الذى يعنينى أمر آخر هو الأهم والأخطر، عند الله وعند الناس، أمر الإسلام نفسه.
قال لى أحد الناس: ليذهب الإخوان إلى الجحيم!
قلت له: اسمع، مصاير الناس بيد الله وحده، وليذهب من شاء إلى الجحيم.. لكن هل يذهب الإسلام إلى الجحيم معهم؟
قال: لا.
قلت: دعنى من العناوين ولنتحدث فى الموضوع. هل نترك كتاب ربنا وسنة نبينا أم نتشبث بهما ونحرص عليهما؟
فأجاب بعد تريث: لا نترك ديننا!
قلت: هل ننفذ من ديننا ما نحب ونهمل ما نكره، أم نطيع الله فى كل ما أمر به ونهى عنه؟ إن هناك نصوصاً فى الكتاب والسنة معطلة محكوماً عليها بالموت، ونصوصاً أخرى تنفذ جزئياً ولا يؤذن بتطبيقها على وجه كامل، فهل تبقى هذه الأوضاع أم ينبغى إصلاحها؟
قال: لكن هذا ما يقوله الإخوان المسلمون!!
قلت له: دعنى من جماعة الإخوان، فقد نفضت يدى من العناوين، أنا أتحدث عن الإسلام نفسه، وعن المنحدر الذى وقع فيه، وعن الأمة الكسيرة التى تنتمى إليه، ألم نتفق على ضرورة التمسك بكتاب ربنا وسنة نبينا؟
قال: بلى!!
قلت: وذاك ما نريد أن نتعاون على بلوغه، ونرسم الخطة المثلى لتحقيقه!
ولعلك ترى معى بعد ذلك أن الانتساب للإسلام ليس جريمة، وأن الجريمة هى تشويه نهجه وإنكار هديه وترك أعدائه أحراراً فى النيل منه..
قال: أشعر أنك تجرنى بدهاء إلى جماعة الإخوان!!
قلت له: يا أخى تخل عن هذه العقدة التى تحكمك.. إننى أريد أن أعمل للإسلام الذى رفع علمه خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وخلفه على مواريثه أبو بكر وعمر وعثمان وعلى.. هذا المصحف المهجور فى دواوين السلطة، وفى أرجاء المجتمع، نريد أن نؤنس وحشته ونرفع شعاره.
دعنى من أى تجمع حدث فى هذا العصر، ولننس الأشخاص الذين اشتهروا، ولنطو صحائفهم بما فيها من خطأ وصواب ولنعمل للإسلام وحده..
فسكت متردداً حائراً.
قلت له: اسمع، إن هناك قوماً يكرهون الإسلام ذاته ويخدمون بكراهيته القوى الثلاث التى تجمعت ضده اليوم:
الشيوعية، الصهيونية، الصليبية، وهؤلاء يريدون أن يجعلوا من كلمة " الإخوان " سيفاً مصلتاً على عنق كل مخلص له عامل فى حقله، وأنا أرفض هذا الخلط..
إن إرهاب المجاهدين فى سبيل الله بوصفهم إخواناً، ووضع العوائق أمام النهضة الإسلامية بزعم أن ذلك منع لعودة الجماعة المنحلة، إن هذا وذاك خيانة عظمى، وارتداد عن الملة..
لقد أصبح التجمع على الإسلام ضرورة حياة فى وجه اليهود الذين احتلوا أجزاء حساسة من أرضنا، ويوشك أن تكون لهم وثبة أخرى ربما كانت نحو عواصمنا وبقية مقدساتنا، فاصطياد الريب لهذا التجمع لا أستطيع وصفه إلا بأنه عمل لمصلحة بنى إسرائيل..
إن الخطة التى وضعت لمحاربة جماعة الإخوان لا يسوغ أن تستفل لمحاربة الله ورسوله.
ويسوءنى أن الذين رسموا هذه الخطة يحاولون أن يقضوا بها على الدين نفسه، والفرق واضح بين دين له قداسته ونفر من الناس لهم خطؤهم وصوابهم.

لغتي هويتي

اللغة هُوُية الأمة، وأعظم مقومات وجودها، ووطنها الروحي. والأمم الحية تحافظ على لُغاتها حفاظها على أوطانها. والعلاقة بين مكانة الأمة ومكانة لغتها وثيقة جداً، فاللغة هي الأمة!
هل يكفي أحدنا أن يعرف شيئاً من العربية ليقول أنا عربي؟ لقد قال طه حسين: «إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا معرفة لغتهم، ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومُهين أيضاً.»
إن هذا القول هو أَنَّةُ عربيّ تألّم جداً من تقاعس الكثيرين عن الذَّود عن العربية، ومن استخفافهم بهذا الأمر الخطير.
قال أبو الريحان البيروني (362-440 للهجرة) العالِمُ الشهير، الفارسي الأصل: «والله لأَنْ أُهْجى بالعربية، أحبُّ إليَّ من أن أُمدح بالفارسية!»
ولا داعي هنا للحديث عن عبقرية اللغة العربية وخصائصها الفريدة، فقد كُتب عن ذلك عشرات الكتب والدراسات والمقالات، وانحنى لعظَمتها العرب والمستشرقون، حتى لقد قال أحدهم: «ليس على وجه الأرض لغةٌ لها من الروعة والعظمة ما للّغة العربية، ولكن ليس على وجه الأرض أُمة، تسعى بوعي أو بلا وعي، لتدمير لغتها كالأمة العربية!»
وأودّ أن أذكّر بأن اللغة العربية كانت في الماضي لغة عالمية - وبأنها اليوم - باعتراف العالم كله - اللغة الرسمية الدولية السادسة: في هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، وفي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
لقد أدركت القيادات السياسية الواعية في كثير من الدول أهمية اللغة الوطنية، وأنّ تعزيزها هو مسألة كرامة، كرامة الأمة، أي واجب قومي. فعزّزت كورية وفيتنام وفنلندة ورومانية وغيرها، لغاتِها الوطنية، وجعلت التعليم بها في جميع مراحله؛ بل أحيا الكيان الصهيوني لغةً ميتة! واستجاب المواطنون، خصوصاً المثقفين، لرغبات قياداتهم، وآزروها وساعدوها على تطوير اللغة الوطنية وازدهارها وسيادتها.
وما أعمق ما قاله الدكتور عثمان أمين في كتابه (فلسفة اللغة العربية): «مَن لم ينشأ على أن يُحب لغة قومه، استخف بتراث أمته، واستهان بخصائص قوميته. ومن لم يبذل الجهد في بلوغ درجة الإتقان في أمر من الأمور الجوهرية، اتسمت حياته بتبلّد الشعور وانحلال الشخصية، والقعود عن العمل، وأصبح دَيْدنه التهاون والسطحية في سائر الأمور»
إن السعي لإتقان العربية لا يعني أبداً التخلي عن تعلُّم اللغات الأجنبية الحية، بل من المهم جداً أن يتقن العالِم العربي لغة أجنبية واحدة على الأقل! هذا ما يفعله علماء البلاد المتقدمة، والأحرى أن يفعله علماؤنا. وليس مقبولاً أن يسعى العربي لإتقان لغة أجنبية، فيبذل في سبيل ذلك كل جهد ممكن، وأن يهمل في الوقت نفسه لغته العربية! ليس مقبولاً أن يأخذ بالحَزمْ في تعلُّم الإنكليزية - مثلاً - وبالتضييع في تعلّم العربية. تراه إذا خالف قاعدةً وأخطأ التعبير بالإنكليزية، ونُبِّه على ذلك، أبدى أسفه وعبّر عن احترامه وخضوعه للقاعدة: لأنه يتمنى أن يكون من المتقنين للإنكليزية فيتباهى بذلك…
أما إذا نُبِّه على خطأ بالعربية وقع فيه، فهو - في الأغلب - لا يبدي أسفه! وقد يقول لك غير مُبالٍ ولا شاعر بخطورة تقصيره (أنا لا أحْسِن العربية!). ولا تلمس منه - غالباً - رغبة في إتقانها كرغبته في إتقان الإنكليزية. وقد يقول لك: (كثيرون يقولون هذا). فإذا ذكرت له أن هذا الشائع خطأ، رأيته يدافع عن الإبقاء عليه! وأود هنا أن أذكر أن صديقنا الأستاذ الدكتور مازن المبارك، عقد في كتابه (نحو وعي لغوي) فصلاً عنوانه:
«السُّخف المأثور، في أن الخطأ المشهور، خيرٌ من الصواب المهجور!»
إن رغبة الكثيرين في تجاوز مضمون العنوان المذكور، وتقاعسهم عن استدراك ما ينقصهم من معلومات في العربية - إضافة إلى عقدة الشعور بالدونيّة إزاء الغرب، التي تعانيها نسبة غير ضئيلة من العرب - هو سبب الظاهرة الخطيرة الواسعة الانتشار: التسييب اللغوي. بل أكاد أقول: (الإباحية اللغوية!) وهذا ما يرمي إليه أعداء العروبة.
انظروا إلى الإعلانات واللافتات، في الطرقات والمجلات، تجدوا طوفاناً من كلمات أجنبية بحروف عربية! أو عبارات (عربية) مملوءة بالأخطاء! ثم لماذا يسمح كثير من الناس لأولادهم أو لأنفسهم أن يرتدوا ملابس يسيرون بها متباهين فرحين، وقد صارت صدورهم وظهورهم دعايات متحركة للإنكليزية؟!! من غير أن يشعر أحدٌ بالمهانة، أو أن يحرك ساكناً إزاء هذه المهانة؟! أليس من واجبنا جميعاً أن نكافح هذا المرض النفسي الذي استشرى، وهذا الانحلال في الشخصية، ومظاهر الانتماء إلى الغرب، وأن ندافع عن كرامتنا بدفاعنا عن لغتنا؟
وأودّ هنا أن أذكر أمراً مقرَّراً، وهو أن الخطأ الشائع ليس ضرباً من التطور! وأن شيوعه لا يعطيه أيَّ حقٍ في البقاء. فليس من التطوير ما كسر أصلاً أو هدم قاعدة سارت عليها العربية من القديم حتى يومنا هذا.
جاء في مقدمة (المعجم الوسيط) الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة:
«وأدخلتْ لجنة إعداد المعجم في متنه ما دعت الضرورة إلى إدخاله من الألفاظ المولَّدة أو المحْدَثة أو المعرَّبة أو الدخيلة التي أقرّها المجمع، وارتضاها الأدباء، فتحركت بها ألسنتهم وَجَرَتْ بها أقلامهم. واللجنة على يقين من أن إثبات هذه الألفاظ في المعجم، من أهم الوسائل لتطوير اللغة وتنميتها وتوسيع دائرتها.»
وجاء أيضاً: «فرأى المجْمع، وهو الجهة اللغوية العليا، أن يتخذ جميع الوسائل الكفيلة بتحقيق الأغراض التي من أجلها أنشئ، وذلك بإنهاض اللغة العربية وتطويرها، بحيث تساير النهضة العلمية والفنية في جميع مظاهرها، وتَصْلُحُ موادُّها للتعبير عما يُستحدث من المعاني والأفكار.» هكذا إذن يجب أن يُفهم التطوير! أي ضمن الحدود المذكورة!
يقول الرافعي - وهو من أئمة البيان والبلاغة في عصرنا - «إن فصاحة العربية ليست في ألفاظها، ولكن في تركيب ألفاظها، كما أن الهِزَّة والطرب ليست في النغمات، ولكن في وجوه تأليفها.» (تحت راية القرآن /19)
ويقول: «وليس عندنا في وجوه الخطأ اللغوي أكبر ولا أعظم من أن يظن امرؤٌ أن اللغة بالمفردات، لا بالأوضاع والتراكيب.» (تحت راية القرآن /59)
ويقول: «ومتى وُفِّق كاتبٌ في ألفاظه ونَسْقِ ألفاظه، فقد استقامت له الطريقة الأدبية، وجاء أسلوبه في الطبقة العالية من الكتابة. وأكثر كلام العرب يخرج على هذا الوجه، فتراه بليغاً في أدائه، رصيناً في ألفاظه، متيناً في عبارته، ولا طائل من المعنى وراء ذلك.» (على السفود /93)
تركيب الألفاظ إذن، وحُسن استعمالها، هو ما يجب السعي لتعلُّمه. وضَمُّ الكلمات بعضها إلى بعض، ضمّاً سليماً يراعي خصائص العربية وسَنَنَها، هو ما يجب العمل على إتقانه.
ولقد أساء إلى العربية في هذا القرن - جهلاً بها أو تجاهلاً - كثير من المترجمين: فنشروا عشرات التراكيب التي لا توافق قواعد اللغة؛ وقلّدهم في ذلك آلاف الكاتبين (ولا أقول الكتّاب!).

المبادئ العشرة لتحقيق السلم المجتمعي

يعرف مشروع الإسلام الحضاري بأنه: "جهد من أجل عودة الأمة إلى منابعها الأصيلة، وإعطاء الأولوية للقيم والمعاني الإسلامية الفاضلة لكي توجه الحياة وترشدها"، ويحدد مبادئه في الآتي:

1- الإيمان بالله وتحقيق التقوى: وذلك لأن الإيمان بالخالق هو العامل الأساسي في الاستخلاف وعمارة الحياة، بينما تقوى الله تفضي إلى جليل الأعمال وأحسن الأخلاق وأعدل العلاقات بين الناس. وبالتالي لا يقتصر دور هذا المبدأ الإيماني على تزكية الروح وتنقية المعتقد وتصحيح العبادة، وإنما يتعداه إلى العناية بالسلوك وأعمال الجوارح.

2- الحكومة العادلة والأمينة: التي جاءت عن طريق الشورى والاختيار الحر دون قهر أو إكراه، وتعمل على بسط العدل ونصرة المظلومين وردع الظالمين، وترد الحقوق إلى أهلها، وترعى مصالح الأفراد على اختلاف أعراقهم ومعتقداتهم، كما تقوم على قضاء حوائجهم بأمانة وتجرد وإخلاص.

3- حرية واستقلال الشعب: إن الحرية هي القيمة الكبرى في الحياة الإنسانية، وهي الحافز للعمل والإبداع، وبها يكون الإنسان مستقلا وحرًّا في قراراته؛ وقد خلع عن رقبته طوق العبودية والتبعية.

4- التمكن من العلوم والمعارف: فالعلم هو المرتكز الأساسي لنهضة الأمة، والوسيلة التي يستعان بها على عمارة الأرض، وتسخير ما فيها، وترقية الحياة، والانتفاع بالطيبات من الرزق.

5- التنمية الاقتصادية الشاملة والمتوازنة: التي تعني التنمية بكامل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والروحية والمادية والثقافية والحضارية، وتجعل صلاح الإنسان غاية وهدفا لها.

6- تحسين نوعية الحياة: وتعني سلامة الحياة واستقرارها وجودتها وتوفير متطلباتها الضرورية.

7- حفظ حقوق الأقليات والمرأة: رعاية حقوق الأقليات العرقية والدينية، وكذلك احترام المرأة وتقدير مكانتها وتعزيز دورها الإيجابي في المجتمع.

8- الأخلاق الحميدة والقيم الثقافية الفاضلة: العناية بالأخلاق الفاضلة والقيم المعنوية السامية في كل المجالات والجوانب، وأن تكون هي الأساس لتربية الأجيال.

9- حفظ وحماية البيئة: العمل على حماية البيئة والحفاظ عليها ومنع ما يهددها من عوامل التلوث والآفات والإهلاك.

10- تقوية القدرات الدفاعية للأمة: وذلك للحفاظ على سلامة ووحدة أراضي الدولة وحماية المصالح العليا لشعوبها والمحافظة على استقلالها وسيادتها.

حروب الردة الحديثة

حروب الردة فى مصر
- التعديلات الخمسة التي تريد أيان حرسي أن تساعد ?#‏السيسي? علي تحقيقها لتغيير الإسلام:
1. اعتبار القرآن الكريم عمل بشري قد فات أوانه، وقراءته كنص تاريخي يحتمل النقد، وعدم الاعتراف بعصمة الرسول صلي الله عليه وسلم.
2. عدم تفضيل الآخرة علي الدنيا، والعمل من أجل الحياة لا لما بعد الموت.
3. عدم تطبيق الشريعة الإسلامية.
4. عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
5. مناهضة الجهاد في سبيل الله.
- ما الذي تريد أمريكا أن تتحالف مع حركة 6 أبريل عليه؟ وما وجه الشبه بين الحركة والحركات الشبابية في أوروبا الشرقية؟
• تقديم بديل أيديولوجي عن الحركات الإسلامية تضم العلمانيين تحت مظلة واحدة، ويتم دعمهم عالمياً كبديل علماني للحركات الإسلامية في العالم الإسلامي.
- ما هو دور السيسي في حروب الردة علي ديار الإسلام؟ 
- وما هو دور الإمارات؟ 
- ما هو دور المنظمات المسيحية المتشددة في دعم أيان هيرسي علي في حربها للردة علي الإسلام؟
- ومن هم المنشقون عن الإسلام الذين تري فيهم أيان هيرسي علي فرصة لا تعوض لإصلاح الإسلام، بديلاً عن ردة جماعية عن الإسلام؟ 
- وهل هناك مسلمون معتدلون في نظر أيان هيرسي علي!؟

مواقع ترجمة من و الى اللغة العربية احسن من جوجل

كتبت الاخت نيرمين حسين هذا البوست ، جزاها الله خيرا
بداية هذا البوست هام وللنشر على أوسع ناطق لأنه يحتوي على إجابة أكثر سؤالين أتلقاهم بصفة دراستي (الترجمة) وتخصصي العملي (ترجمة النصوص الإسلامية بالذات)، وهذا المنشور أعتبره صدقة عن علمي، فاللهم علمني ما جهلت.
أولا: هناك مواقع ترجمة الكترونية كثيرة غير الأخ جوجل وأفضل بكثير منه تتعامل مع النصوص العربية بشكل أفضل (من وإلى العربية) وإن كنت طبعا لا أعترف بالترجمة الآلية ولكنها أصبحت ضرورة عصر في حالات كثيرة لا نجد فيها من يساعدنا في الترجمة، أرفق لكم هنا ثلاث من أفضلها:
http://www.worldlingo.com/
http://translation2.paralink.com/
http://www.freetranslation.com/

ثانيا: الكثير يسألوني عن أفضل ترجمات لمعاني القرآن بالإنجليزية نتعامل معها وهنا أرفق لكم أفضلها على الإطلاق من واقع خبرة وتجربة:

ترجمة وحيد الدين خان (الأفضل):
http://www.quranspeaks.com/wp-content/uploads/2014/11/quran_maulana_wahiduddin.pdf
ترجمة الدكتور محمد عبد الحليم:
https://thequranseeker.files.wordpress.com/2013/04/understanding-quran-themes-and-style-by-abdel-haleem.pdf
ترجمة صحيح انترناشيونال:
http://www.islamwb.com/quran/quran-sahih-international-english-translation

بالنسبة لترجمات معاني القرآن الإنجليزية بالذات ينصح التعامل بحذر شديد مع ترجمات (يوسف علي – محسن خان – محمد أسد – بيكتال) هذه الترجمات وإن أجاد أصحابها قدر جهدهم ولهم علينا كل الأفضال ولهم منا كل إعزاز والتقدير على جهدهم الرائع إلا أن الترجمات تحتوي على بعض المشاكل الحقيقية ولابد من متخصص (يعني واحد عارف كويس أوي هو بيعمل إيه) للتعامل معها واختيار ما يأخذه وما يتركه، ومن هنا فأنا أنصح وأجري على الله أن تتركوها حتى تتجنبوا الوقوع فيما لا يحمد عقباه.
انشروا هذه الصدقة عني...

اليوم مثل الأمس

الكاتب: محمد رشيد رضا
__________
الطبيب الدجال

كلنا في الهوى سوا
لدينا قصة نقصها على إخواننا الغربيين الذين يستوقفهم عند أرصفة الأزبكية
اجتماع بعض الجهلاء على أحد الدجالين أو العرافين فيقفون ساخرين منهم
مستهزئين بالأمم الشرقية كلها، حاسبين أنها على شاكلة أولئك الجهلاء.
ذلك أن رجلاً دجالاً سيق إلى المحاكمة في إحدى عواصم أوروبا لإقدامه على
التطبيب بلا رخصة من الحكومة. ولما وقف أمام المحكمة سأله القاضي بصرامة:
ما حملك أيها الرجل على مخالفة القانون؛ أما علمت أن العقاب مفروض على كل
طبيب لا يكون في يده شهادة قانونية؟
فلم يحر الدجال جوابًا، ولكنه مد يده إلى جيبه وأخرج منها ورقة كبيرة ثم قال:
إليك شهادتي القانونية أيها القاضي، فإنني ممن أتموا دروسهم الطبية في كلية
باريس، وقد نلت منها لقب دكتور في الطب كما ترى في هذه الشهادة. ولما أن
أنهيت دروسي خيل لي أنى بلغت أوج السعادة. فاستأجرت منزلاً ونقشت على
نحاسة وضعتها على بابه هاته الكلمة: (دكتور في الطب) ، ثم لبثت أنتظر وفود
الناس علي للمعالجة، فمرت الأسابيع والشهور ولم يأتني أحد مستشفيًا. فصرت إلى
الفقر المدقع وعلمت أن تمسكي بتلك الشهادة لا يغني عني فتيلاً. فألقيت بها إلى
جانب، وكسرت الأمَارة النحاسية، وتحولت إلى منزل صغير، وتظاهرت بمظهر
الأطباء الدجاجلة، فتقاطر عليَّ الناس للاستشفاء من كل الجهات، ووفد عليَّ ذوو
العلل فعالجتهم وربحت أموالاً عظيمة. ومازلت على ذلك حتى ألقى الشرطي القبض
عليَّ ظنًا منه أنني من الدجالين. وقد علمتم أن الذي ألجأني إلى إخفاء شهادتي ولقبي
رغبتي في اكتساب ثقة الشعب، فأطلب الآن إلى المحكمة أن تحكم ببراءتي.
فأَدْهَشَ السامعين هذا الحديثُ وبرأت المحكمة الرجل بالحال!
قالت الجريدة - التي نقلنا عنها هذه القصة -: إن هذه الحادثة عار على العلم
وعلى الشعب. قلنا: عار على العلم؛ لأنه قد عجز إلى الآن عن تنوير أذهان
العامة واكتساب ثقتهم. وعار على الشعب؛ لأنها تدل على جهله وإيثاره أوهام
الدجاجلة على الحقائق العلمية الثابتة. وإلا فما معنى إعراض الشعب عن ذلك
الرجل دكتورًا، وإقبالهم عليه دجالاً؟ ! هذا، ولا يبعد أن يفقد الرجل ثقة الشعب
فيه حين يظهر لهم أنه من الأطباء القانونيين، وإذا وقع ذلك كان منتهى الجهل
والغباوة.
ونتيجة ما تقدم أنه لا يصح إطلاق القول في ذم شعب أو مدحه استنادًا على
اختبار بعض أفراده. وإن لنا أن نعير الغربيين بأولئك الأغمار الذين لا يثقون إلا
بالدجاجلة، إذا عُيِّرْنَا بالأغمار الذين يجتمعون في أرصفة الأزبكية لضرب الرمل
واستنطاق الحصى، فلا يسخرن أحد من بسطائنا وجهلائنا، فإن لهم في الأمم
الأوروبية أقتالاً وأمثالاً من البسطاء (وكلنا في الهوى سوا) . 
__________

محاورة في سعادة الأمة

الكاتب: محمد رشيد رضا
__________
القول الفصل
محاورة في سعادة الأمة [1]

نظر بعض أصحاب الأفكار الصافية، والعقول النيرة في كتب التاريخ نظر
التأمل والاعتبار، ووقف على شيء من أحوال الأمم في أطوارها وأدوارها، من
بداوة وحضارة، وهمجية ومدنية، وقوة وضعف، وصعود وهبوط، وغلبة
وانغلاب، ونحو هذا من الصفات المتقابلة، والشؤون المختلفة، فحدا بهمته النظر
بعين البصيرة إلى طلب النظر بعين البصر، والسير في الأرض لمشاهدة آثار
العالمين، وتطبيق ما يرى على ما علم، فضرب في الأرض شرقاً وغربًا، وخالط
الأمم عجمًا وعربًا، واكتنه الأخلاق، واختبر العادات، وشاهد سير العلوم والفنون،
ووقف على أمهات الصنائع والأعمال، وسبر قوى العقول والأفكار، ثم شرع في
المقابلة والتنظير، فتجلى له أن الاستعداد الفطري والقوى الطبيعية في تلك الأمم
واحدة وأن اختلاف الحالات لم يأتِ من اختلاف المدارك، والتفاوت في الاستعداد
وإن انتهى إلى درجة يكاد يلتحق بها فريق بالعجماوات، ويخرج من عداد الإنسان،
ويرتقي بها فريق آخر عن النوعية الآدمية إلى مصاف الملائكة وإنما جاء من أمور
عارضة وظروف خارجية. وأعمل فكره في معرفة مناشئ هذه العوارض، وعلل
هاته الطوارئ، وارتقى في الأسباب الكثيرة، وتبصر في تأثيرها، فعرف كيف
يمكن اتقاء العوارض المضرة، وإزالة الطوارئ التي دفعت في صدور بعض الأمم
فأخرتها، وأمسكت بحجزاتها عن التقدم الذي يرشدها إليه الإلهام الإلهي، والقوى
القدسية التي منحها الله للإنسان. ثم رجع هذا العاقل إلى وطنه وقد أوتي الحكمة
وفصل الخطاب، وصار من أطباء النفوس القادرين على مداواة أمراض أمته،
وعجب لإغفال الجماهير من قومه هذا النظر وهذه السياحة، حتى كأنهم عميان،
وصار يردد في نفسه هذه النصوص {أَفَلَمْ يَنظُرُوا} (ق: 6) {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا} (الأعراف: 184) ، {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ
آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج: 46) ثم وجه عنايته لتنبيه قومه على ما استفاد في سياحته {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} (طه: 113) .
ولما أن جاء البشير القوم للسلام عليه سألوه عن رحلته من حيث سهولة السفر
ومشقته وما كان طعامه وشرابه فيه، وعن منتزهات البلاد التي زارها، فعذلهم
بلطف على هذه الأسئلة، واعتذر لهم عن نسيانه لهذه الأمور، وطفق يحدثهم عن معارف البلاد لا عن معازفها، وعن مصانعها لا عن مراقصها، وأطال في الكلام
عن الأمم المتمدنة وعما رأى فيها من موارد الراحة السائغة وبرود النعمة السابغة
حتى أدهشهم، وكان يتكلم عن انفعال وتأثر، ويشوب كلامه بالتأوه والتحسر،
فأثرت حالته في نفوسهم، وحركت منها كوامن الغيرة، وأحب فريق منهم أن يبحث
معه في سعادة الأمم وشقائها، وشدتها ورخائها، وهبوطها وارتقائها، فاعترضه
آخرون قائلين: إن الكلام في هذا الموضوع يتعب البال، ويزعج الخاطر، وهو عبث لا يفيد شيئًا، فإن الأمر كله لله وليس لإرادة الناس أثر في أعمالهم، ولا
لأعمالهم أثر في منافعهم، بل ليس لهم إرادة أيضًا، بل هم في الحقيقة كالريش في
الفضاء تصرفه رياح الأقدار المتناوحة وتتلاعب به، ولا إرادة ولا اختيار، نستغفر
الله، لا ننكر الاختيار فإنه مذهب أهل السنة، ولكن الحقيقة ما قاله بعض المحققين:
(سُني في الظاهر جَبري في الباطن) فأجابهم أولئك قائلين: إنكم تؤمنون بلفظ
الاختيار دون معناه وكأنكم ترون أن حركة اللسان بلفظ الاختيار هي الفصل الذي
يخرجكم من عداد طائفة الجبرية الذين اتفق أساطين علماء الملة على فسوقهم من
الاعتقاد الحق، ونبذهم بلقب الابتداع في الدين.
أما علمتم أن الألفاظ لا تدخل في ماهية العقائد وحقيقة المذاهب وأن الخلاف
في إطلاق اللفظ على معنى متفق عليه يرجع إلى الاصطلاح الذي لا مشاحة فيه.
أتزعمون أنه لا واسطة بين الجبر والقدر، وأن الذين يسمون أهل السنة هم جبرية
في الحقيقة، لكنهم لما عجزوا عن الجواب على ما يستلزمه هذا المذهب من تخطئة
تشريع الشرائع وإنزال الكتب تستروا بلفظ الكسب والاختيار {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا
لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} (الفتح: 11) . حاشاهم حاشاهم، ونستغفر الله من هذا الضلال
البعيد.
فأجابهم السائح العاقل: على رسلكم، فما هؤلاء بجبرية ولا سنية ولا قدرية،
ولكن عموم الجهل جعلهم {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاءِ} (النساء: 143) وإنني رأيت الكثير من أمثالهم في سياحتي في البلاد الإسلامية.
كنت إذا ذاكرت المصري مثلاً في أمر يتعلق بمصلحة وطنية يتوكأ على عكاز الجبر
ويقول: (هو بيدنا إيه) وإذا كلمت سوريًّا في مثل ذلك يستند على هذه العصا أيضًا
ويقول: (شو طالع باليد) وربما أردفوها على سبيل الاحتجاج بهذا النص الشريف
{لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} (النجم: 58) .
كلمة حق أريد بها باطل، وتمسُّكهم بها عَرَض زائل، أرأيت إن ألمت ملمة
بشؤونهم الخاصة كيف يجتهدون بتلافيها بما يستطيعون من الأسباب، بل ويتعدون
الأسباب الطبيعية إلى ما ليس بسبب أصلاً ويتخذون الوسائل الوهمية التي يأباها
الشرع وينبذها العقل، كالاستعاذة بالعوامل غير المنظورة من الجن والشياطين،
والاستعانة بالأموات من العلماء والصلحاء، يخاطبون هؤلاء لدى أجداثهم
ويستنهضون هممهم بالصياح والصراخ وتقديم هدايا الفواتح، ويستنفرون أولئك
بالعزائم والطلاسم وإحراق البخور في المجامر، ويستنبئون عن حقيقة الأمور
بخطوط الرمل أو الطرق بالحصا وحبوب الفول، ويتعرفونها من الدجاجلة
والعرافين.
فتبين لكم كيف أن هؤلاء الحمقى قد جمعوا بين المذاهب المبتدعة على تضادها
وتباينها، وتخطوا أوساط الأمور إلى طرفي الإفراط والتفريط، فهم جبرية بإزاء
المصالح العامة، وقدرية تلقاء منافعهم الخاصة.
وقد نظرت في التاريخ سير العلوم واختبرت حالتها اليوم فرأيت العلماء
الباحثين في مسائل الجبر والقدر والكسب قصروا أنظارهم على مفهومات هذه
الألفاظ، وتفلسفوا فيها، ولم يلتفتوا إلى ما تحدث هذه العقائد في الإرادة من الآثار،
وما يتبع تلك الآثار من الأعمال، وما ينشأ عن تلك الأعمال من ضعف أو قوة،
فينبهوا الأمة عليه.
ألّفوا فيها المتون والشروح، وعلقوا عليها الحواشي والتقارير، فما زادت
الأمةَ تآليفُهُمْ إلا حيرة وإشكالاً، وكانوا كجواب المجاهيل يغذ أحدهم السير سحابة
نهاره وعامة ليله ثم لا يدري هل أراد بسيره قربًا أو بعدًا (سيفرد المنار مقالة
مخصوصة لهذه المسألة) .
وأما الذين لم يبلغ الجهل منهم مبلغ إنكار الوجدان والقول بالجبر الصراح،
فهم يعلمون أن الأخذ بالأسباب عملاً واعتقاد ارتباطها بالمسببات بحيث لا تتخلف
عنها إذا تمت شروطها، ولا تحصل إلا معها هو الحق، وأن انكشاف الخطوب على
أيدي الآخذين بأسبابها التي سنها الله تعالى لها لا يقتضي أنهم عاندوا الإرادة الإلهية
وكانوا هم الكاشفين لها من دون الله تعالى.
فخجل المحتجون بالجبر عند هذا البيان، واتفق القوم كلهم على البحث مع
السائح العاقل في شؤون ترقية أمتهم، وعن الأسباب التي ينبغي الأخذ بها للحصول
على هذه الأمنية الشريفة. وأجمعوا على أن يكون البحث على طريق السؤال
والجواب؛ لأنه أدعى إلى إلقاء السمع وتوجيه الفكر، وأقرب إلى التنبه والتبصر
وأن يكون السائح هو السائل؛ لأنه أعلم بحاج الأمم؛ لما أفاده العلم والاختبار، ثم
إذا اختلفوا في الأجوبة يحكمونه فيما شجر بينهم، ويكون بقوله العمل وعليه الفتوى.
فقال: إنني ملقٍ عليكم مسائل متعددة في مواضيع مختلفة، وكلها تتعلق بسعادة
الأمم، وأطلب عليها كلها جوابًا واحدًا يؤدى بكلمة واحدة. فقالوا له: يشبه أن يكون
كلامك هذا من الألغاز والأحاجي فكيف السبيل إلى حل معماه، وكشف مخباه،
وكيف يكون الجواب عن الأسئلة في المواضيع المختلفة واحدًا {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ
عُجَابٌ} (ص: 5) .
فقال: لا عجب، فإن كل كثرة لا بد أن تجمعها جهة وحدة، فكما أن الوحدة
التي نسميها سعادة الأمة لا تحصل إلا بأمور كثيرة ترجع إلى شيء واحد وهو
(سعادة الأمة) ، كذلك وسائل هذه الأمور الكثيرة التي منها تستمد مسائلي تئول إلى
شيء واحد. (وسيلة ترجع إليها جميع الوسائل، وسبب يجمع كل الأسباب) وهو
الجواب الذي سأشرحه لكم، ثم أنشأ يسرد الأسئلة فقال:
(س) ما هو الناموس الذي يحصل به الجذب والانجذاب بين العناصر
المتفرقة، ويحكم الالتصاق بين أفرادها فيكوِّن المجموع أمة واحدة، وبماذا
توجد الرابطة التي تجعل مدار هذا المجموع على محور واحد؟
(س) أي شيء يمحو من نفوس أفراد الأمة الأثرة والاختصاص بالمنافع
دون قومهم، ويثبت فيها حب الوطنية والجامعة الجنسية، بحيث يرى كل واحد أن
منفعته في منفعة أمته ومضرتها عين مضرته، بل ما هي الروح التي تنفخ في
آحادها، فتحيا بعد مماتها، وتجتمع بعد شتاتها، وتكون جسدًا واحدًا إذا اشتكى له
عضو تداعى له سائر الجسد، فإنني أرى هذا الروح هو المدبر لبعض الأمم، وكأنه
فقد من أمتنا بالكلية فانتثر عقد اجتماعهم، وانحل تركيب بنيتهم، وتفرقت كلمتهم،
ورُزِئُوا بالتخاصم والتنازع، والتباغض والتحاسد، وأصبحوا و {بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ
شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ} (الحشر:14) ،
وأَنَّى يفقهون معنى هذه الحياة الجنسية، وسر هاته الجامعة الوطنية، وكيف
تحصل لهم، وبماذا توجد فيهم، وأنَّى يجتمعون في صعيد واحد مع اختلاف
منابتهم وتقطع وشائجهم؟
(س) إذا اعتقدت الأمة بأفرادها انحطاط المدارك وضعف العقول وعدم
الاستعداد الفطري لاحتذاء الأمم الأخرى فيما جاءت به من عجائب الصناعات، وما
استنبطته من دقائق العلوم والفنون؛ لأنها شاهدت الآثار التي انتهت إليها وهي في
غيبة عن مبدئها، وكيفية نموها، فأنى يكون تنبيهها إلى ما أودع فيها من
القوى الطبيعية والقدر الوهبية الكامنة في أرواحها، ككمون النار في الحَجَر أن
قَدَحْته أورَى، وإن تركته توارى، وإنه ليس عليهم في إبراز آثار هذه
القوى إلا استعمالها فيما خلقت كما استعملها الآخرون؟
(س) إذا تمكن في النفوس اليأس من التقدم، والقنوط من الترقي؛ لاعتقاد
أن زمن التدارك قد فات، وأنه لا يمكن مجاراة المتخلف لمن بلغ الغاية، وإن كان
الاستعداد واحدًا، فغلت لذلك الأيدي عن العمل، كأنما هي مشلولة، ووقفت الأرجل
عن السعي حتى كأنها مقطورة. (أي محبوسة في المقطرة، وهي خشبة
مثقوبة توضع فيها أرجل المحبوسين) ، فبماذا تنزع الأغلال، وتكسر المقاطر،
وتنعم تلك النفوس بحلاوة الرجاء بعد مرارة اليأس، وتندفع اندفاع الجياد القرّح
إلى طلب المجد المؤثل الذي تطلبه بحق وتجري فيه على عرق؟
(س) إذا حاول بعض أهل الثراء أن يحتذي شاكلة السابقين، ويتلو
تلو الشعوب المتمدنة، فأنشأ يقلدهم في أحوال معيشتهم التي انتهت بهم إليها
طبيعة بسطة الملك وسعة الثروة، فشيد القصور، ونقش الجدران وزينها
بالأرائك والزرابي والسجوف والمصابيح، وسائر أنواع الآنية والماعون النفيس،
الذي يجلبه من بلاد تلك الشعوب، فكيف يمكن إقناع هؤلاء بأن هذا التقليد تذفيف
على جرح الأمة، وإجهاز على حياتها، وبه ينضب معين ثروتها، على أنه
ليس لديها من أمواه الثروة إلى بقية وشل. وإن التقليد النافع إنما يكون في
خدمة المعارف، والسير في طرقها التي سار فيها أولئك، وفي الأعمال
النافعة التي هم لها عاملون؟
(س) كيف تحافظ الأمم على أديانها ولغاتها وعوائدها النافعة إذا كانت مهددة
من أمم أخرى بحكم ناموس تنازع البقاء، وكيف ظلت اللغة العبرانية محفوظة في
ألسنة الإسرائيليين مع ما ابتلوا به من فقد السلطة والشتات في الأقطار، وما رُزِئُوا
به من جور الحاكمين، واضطهاد الظالمين، ولماذا فسدت ملكة اللغة العربية من
ألسنة أربابها مع نمو عمرانهم وامتداد سلطانهم؟
تسمع ولدان اليهود في روسيا وألمانيا وأوستريا وفرنسا وإنكلترا وأسبانيا
وإفريقية وأميركا يتكلمون بلسان كتابهم (التوراة) على نحو ما كان يتكلم به
آباؤهم الأولون. ولم يصدهم عن حفظه معرفة لغات الشعوب الذين هم عائشون في
بلادهم. وشيوخ العلم في مصر والشام والعراق والمغرب، بل وفي الحجاز
واليمن يكتفون بوجود لغة (القرآن) في مطاوي الكتب وبطون الدواوين؟ !
(س) كيف يمكن التفلت من إشراك العادات الرديئة وأحابيلها. والتفصي
من عقل التقليدات المضرة التي أوقفتنا عن السير، وأحدثت فينا قناعة البهم،
وبغضت إلينا كل جديد، وإن كان فيه سعادتنا، وقد استحكمت بتوالي الأيام وكرور
السنين. وقويت على سلطان العقل وإرشاد الدين، حتى اعتقد الآخذون بها حسنها،
وأنكروا على من أخل بشيء منها {ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعاً} (الكهف: 104) ، أما والله لو أن أجسادنا هذه تدبرها أرواح
كأرواح آبائنا الأولين لكنا نحن السابقين إلى كل ما يسمى اختراعًا واكتشافا وعملاً
نافعًا؟
(س) إننا نرى كثيرًا من الأخلاق والعادات لها وجهة للخير ووجهة للشر،
يجتني نفعها أناس ويصاب منها بالضرر آخرون. فكيف يتفرع عن الأصل الواحد
فروع مختلفة وآثار متباينة. وبماذا اهتدى الأوربيون للانتفاع من اختلاف رجال
العلم ورجال السياسة وتنازعهم، وتبينوا من هذا الاختلاف والتنازع محجة الصواب
وحقيقة الأمر، حتى كأن نور الحقائق العلمية والمصالح السياسية لمعان البرق،
لا يظهر إلا بين الإيجاب والسلب.
ولماذا كان الاختلاف والتنازع في الشعوب الشرقية حجابًا على وجه الحقيقة،
وغشاوة على عين البصيرة، تضيع فيه المصالح، وتندرس رسوم المنافع، حتى
كان تصادم أفكارهم تصادم القوارير؟
(س) ما هو الغاسول المطهر للأذهان من أقذار الوساوس والأوهام التي
توقع في الخوف مما لا يخيف، ورجاء ما لا يفيد، وبماذا يكون ترميج (إفساد
السطور المكتوبة) ما سطر في ألواح النفوس من أساطير الخرافات أو محوه بالكلية
ورسم آيات الحكمة وإثبات نقوش الحقائق على هذه الألواح الشريفة القدسية؟
(س) بماذا يعرف المجد الصحيح من المجد الباطل، والكمال الحقيقي من
الكمال الوهمي، فتتحول مجاري نفقات الأفراح والأحزان من الولائم والوضائم وما
يتبعها إلى التعليم والتربية، ويستبدل تشييد المكاتب والمدارس الوطنية بتشييد
القصور على القبور (الأحواش) الذي استن المصريون فيه بسنة (خوفو)
و (خفرع) و (منكورع) الذين شادوا الأهرام لحفظ جثثهم الشريفة؟
(س) ما هو العلاج الذي يستأصل جراثيم الفساد، والدواء القاتل
(لميكروب) الأدواء الروحية، الشافي من الأمراض القلبية التي تتولد عنها المآثم
والموبقات؟
(س) متى تقل الأمراض الجسدية، ويتزين مجموع الأمة ببرود الصحة
الضافية، ويلقون عن وعواتقهم أسمال الأمراض وأخلاق الأسقام، ويقل فيهم فتك
الأوبئة إذا لم يكن محو هذه المصائب بالكلية؟
(س) بماذا تحصل الثروة للأمم؛ فإننا نرى بعض الشعوب استولى عليها
الفقر المدقع، فلا يوجد فيها من الأغنياء إلا أفراد قلائل، والكثير منهم ما نال
الثروة بطرق مشروعة وأعمال شريفة، والسؤال إنما هو عن ثروة الأمة من الطرق
الشريفة المشروعة. ولو وزعت ثروة من ذكرنا على الأمة بالتعديل لم تخرج من
عداد الأمم الفقيرة؟
(قال السائل الحكيم) : وإذا قلتم: زراعة، صناعة، تجارة، فإنني لا أعتد
ذلك جوابًا، بل هو يحملني على التفصيل بإلقاء أسئلة أخرى في موضوع الثروة
فأقول:
(س) ما الوسيلة إلى تحسين حالة الزراعة بحيث تفيض الأرض بالخيرات
والبركات التي هي كنوزها الحقيقية. ولماذا كان أهالي فرنسا، بل وأهالي زيلندا
(جزيرة في البحر المحيط) أكثر ثروة زراعية من أهالي مصر بالنسبة لمساحة
الأرض، مع أن أرض مصر أخصب تربة، ورجالها أكثر جلدًا على العمل،
وعندهم النيل الذي ليس له في زيلندا ولا في فرنسا نظير؟
(س) ما الذريعة إلى إتقان الصناعة وتوسيع دائرتها، والتفنن في تنويعها
بحيث تكتفي بها الأمة وتحفظ ثروتها عن اغتيال الأجانب لها، وجعلها عالة عليهم
ثم تكفي غيرها من الأمم التي أصابها مرض الجهل والكسل فأقعدها عن الأعمال؟
(س) ما هي الطريقة للتصرف بأساليب التجارة التي عليها مدار الثروة
الأكبر، والتي هي من الصناعة والزراعة كالقوة المتصرفة من المعلومات
والمدركات. أو كالشرايين والأوردة لدم الإنسان والحيوان؟
(س) كيف تسنى لأفراد من طلاب الكسب الأجانب احتكار ماء النيل وماء
نهر الكلب (نهر في لبنان تجره إلى بيروت شركة أجنبية) ، كما تحتكر السلع
وعروض التجارة، وبيعه لأهل البلاد بالمال. ومَن كان (لولا المشاهدة) يصدق
أن الأمة تنحط إلى دركة لا يمكن للوطني معها أن يتناول جرعة من ماء بلاده إلا إذا
اقتضى الأجنبي منه ثمنها المعلوم عن رضى واختيار، (أما وسر العلم والاجتهاد لو
وجد مثل هذا الخبر في كتب تاريخ الأمم القديمة لعد من هذيان القصاص المولعين
بتلفيق الأكاذيب للإعجاب والإغراب) ؟
(س) بماذا تحرز الأمم القوة والمنعة، وتعقد على ألويتها الغلبة والظفر،
وكيف استولت إنكلترا على ممالك الهند وعلى أستراليا والكاب والنيجر وكندا،
وكيف استولت فرنسا على بلاد الجزائر وتونس والسنغال ومدغسكر وأنام
وكمبوديا وكوشين صين وتونكين، وكيف استولت هولندا على كذا وألمانيا على
كذا؟
(س) كيف يسهل على نفر قليل الاستيلاء على شعب كبير، يصرفونه في
مصالحهم ويستخدمون أفراده في منافعهم، ويستعملونه كما تستعمل الدواب والأنعام،
بل يديرونه كما تدار الآلة الصماء، وهو لا يدري علة هذه السلطة ولا وقوف
لأفراده على حقيقة أسبابها، ولعله لا يتفكر فيها أيضًا، كأنما فقد كل إحساس وشعور؟
(س) كيف أمكن للأميركانيين إلقاء السلطة الإنكليزية عن عواتقهم وطرح
أوزار سيطرتها عن كواهلهم، واتحاد ولايات بلادهم تحت لواء واحد، تستضيء
بنجومه أمم، ويخشى من شهبه آخرون. حتى إن أوربا تحذر منه على ما بقي لها
في العالم الجديد، وتتوقع تنفيذ قول مونرو: (أميركا للأميركيين) ؟

وبالجملة:
(س) ما هي الآلة الرافعة للمتطوحين في عواثير التعاسة والشقاء،
والمتدهورين في مهاوي الخذلان. وما هي المدارج التي ترقى فيها الأمم إلى المدنية
الصحيحة، والمعارج التي تصعد عليها إلى مراتب الكمالات الصورية والمعنوية،
من دينية ودنيوية، وما هو النور الذي يستضاء به في ظلمات الجهل والغباوة،
والمنار الذي يهتدى به في مَهَامِهِ الحيرة ومجاهيل الخطوب؟
فلما فرغت المسائل، وسكت السائل، وطلب ما عند القوم من الجواب، ابتدر أحدهم فقال: لا شك أن الأمراء والحكام هم الذين يكونون بِنَى (جمع بنية)
الأمم، وينفخون فيها روح الوحدة. وينشقونها نسيم الحياة الوطنية. ويمدون فيها
جداول الثروة، بما يمهدون من طرق الكسب ويحفرون من الترع ويبنون من
المعامل والمصانع، ويهيئون من الآلات والأدوات إلخ ما أشرتم إليه من أسباب
السعادة.
فرد عليه السائل قائلاً: إذا فرضنا أن الحكومة غنية مع فقر الأمة وأمكنها أن
تعمل كل هذه الأعمال فهل في استطاعة الحاكم أن يقتلع من نفوس الأمة جراثيم
الأخلاق الذميمة، وينقي منها بذور العادات الرديئة التي تنجم عنها الأفعال المضرة،
ويغرس فيها أشجار الأخلاق الفاضلة والسجايا الجميلة التي تثمر الأعمال النافعة؟
كلا إن من يلقي التبعة كلها على الحكام مخطئ في حكمه، وإنني رأيت أكثر الأمم
الشرقية لا يرون لأنفسهم وجودًا إلا بالحكام، ويرون أن صلاح الأمة وفسادها وغيها
ورشادها وصحتها ومرضها وغناها وفقرها، بل ومحياها ومماتها كل ذلك بيد الحاكم
حتى كأن الحاكم بيده ملكوت كل شيء وهو يجير لا يجار عليه، وكأن هذا الوهم
متسلسل فيهم بالإرث من عهد من قال {أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} (البقرة: 258) وعهد
من قال {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} (النازعات: 24) ، وجهلوا أن الحاكم ليس إلا رجلاً
من الأمة، وأن الحاكمية مازادت في فضائله، ولا منحته قوة فوق القوى البشرية،
بل ربما أفسدت أخلاقه وأسقمت مداركه، (كما شوهد في البعض) ، والصواب أن
إصلاح الأمة لا يكون من الحاكم، نعم إن الحاكم إذا ساعده يكون أسرع سيراً وأقرب
نجاحًا.
ثم انبرى آخر للمجاوبة وقال:
إن الطريق الوحيد لإنهاض الأمة من ضعفها وإقالة عثرتها وإقامتها في مصاف
الأمم القوية إنما هو تسليم أزمة أمورها الكلية إلى رجال من ساسة تلك الأمم،
يقيمون فيها القسط، ويرفعون لواء العدل والمساواة، ويغلون أيدي المتسلطين عن
التعدي، ويجتثون شجرة الرشوة الخبيثة من أصولها، ويعممون فيها الأمن،
وينشئون المعامل والمصانع، ويسهلون الطرقات، ويقربون الأبعاد بما يمدون من
السكك الحديدية وأسلاك التلغراف والتليفون، ويوسعون دائرة الاكتساب بإنشاء
الشركات المالية التي هي أسس جميع أنواع التقدم من زراعة وصناعة وتجارة،
وينشرون المعارف الصحيحة التي لا توجد إلا في لغاتهم، فلا يمضي على الأمة
أربعون سنة حتى تنشأ خلقاً جديدًا.
فقال السائل وقد اضطربت نفسه وانفعلت روحه وتبيَّغ دمه حتى كان يتفصد
من وجهه:
اذا استشفيت من داء بداء ... فأقتل ما أعلك ما شفاكا
لقد أخطأ ظنك يا أخي واستحوذ عليك شيطان الوهم، ولقد نثرت الملح على
جرحي بجوابك هذا، أما علمت أن ساسة تلك الأمم الذين أشرت إلى تسليم كليات
الأمور اليهم قد تربوا في بلادهم على حب أوطانهم ووقف حيلتهم على نفع أمتهم،
وقد تطبعوا على ذلك عملاً فصار ملكة راسخة في نفوسهم تصدر عنها جميع
حركاتهم وسكناتهم من غير روية ولا تكلف.
وإن جميع ما يبرز من أعمالهم مفيدًا للأمة التي يتولون إصلاحها في الظاهر،
لا بد أن يكون في باطنه منفعة لأمتهم، فإن المنفعة هي القطب الذي تدور عليه
رحى أعمالهم، فلا ينشرون من المعارف في البلاد إلا ما يشرب القلوب حبهم،
واعتقاد عظمتهم ويفسد على الأهلين لغتهم وعوائدهم وتقاليدهم التي كانوا بها أمة
ممتازة عن غيرها مستقلة في وجودها.
ولا يوسعون دائرة الكسب إلا للعارفين بأساليبه من أبناء طينتهم، فتسهيل
طرق الثروة حسية ومعنوية، وتعميم الأمن، والضرب على أيدي المتسلطين، كل
ذلك وسيلة لتمكنهم في الأرض، وسد أَثْبَاج الثروة عن أبناء الوطن، وتحويل
تلك الأثباج والمجاري إلى الآخرين.
نعم إن الوطنيين يتمتعون منها بقليل من الراحة التي تزيد في كسلهم
ونقاعدهم، حتى يئول الأمر إلى امتلاك الأغيار لأراضيهم الواسعة ويتخذونهم
أجراء ومزارعين، فيعلمون كيف دس لهم السم في الدسم حين لا ينفعهم العلم.
سألت عما ينهض بالأمم، فأجبتني بما يقذفها في تيهور العدم، ويهبط بها إلى أسفل
سافلين.
ثم تصدى للجواب رجل ثالث فقال: إن الجرائد الحرة هي التي تنبه أفكار
الأمة وتنير عقولها بنشر المعارف، وترشدها إلى التحلي بالفضائل، والتخلي
عن الرذائل، وتدلها على أساليب المدنية، وتزعجها إلى العمل بها تارة
بالترغيب والتنشيط، وطورًا بالترهيب والتحذير من عواقب التفريط، وتحرك من
نفوسها كوامن الغيرة التي تدعو إلى المنافسة والمباراة، إلى غير ذلك من الفوائد
التي لا تعزب عن علمكم.
فقال السائل: إن الجرائد وإن كان لها الشأن العظيم عند الأمم المُمَدَّنَة والأثر
المشهود في سير مدنيتهم التي تعتبر الجرائد كالحداة له، إلا أنها ليست هي
الموجدة لتلك المدنية. فإذا لم يوجد في الأمة سير إلى المدنية الفاضلة فلماذا يكون
الحداء.
نعم، ينبغي أن تنشأ عندنا جرائد لأجل الحث على الاجتماع وتعيين الغاية التي ينبغي أن تقصد، والوجهة التي يجب أن تولى، ثم الحث على السير إلى تلك الغاية في الطرق الطبيعية التي سنها الله تعالى لها، وهدانا إلى سلوكها، ثم الحداء الذي يسهل على السائرين احتمال المتاعب وقطع المسافة مع النشاط والارتياح.
ولا أقول: إن الجرائد هي المصلحة لحال الأمة، بل هي مساعدة على
الإصلاح إذا صدقت وأخلصت، وأفضل عملها إيصال أفكار الطبقة العاقلة من الأمة
إلى سائر الطبقات تحت مبدأ واحد شريف، فإنما المدار على الوحدة كما أشرنا أولاً.
ثم التفت إلى القوم فقال: هل بقي عندكم شيء من الأجوبة؟ فأجابوا بلسان
واحد: لا، وإننا نطلب الجواب من حضرة السائل الحكيم.
فقال: إن الجواب الذي قلت: إنه وسيلة لسعادة الأمة تجمع كل الوسائل،
وسبب يرجع إليه جميع الأسباب هو (تعميم التربية والتعليم) ، وهذا اللفظ تلوكه
الألسنة كثيرًا إلا أن معناه لم يُعْطَ حقه من التبصر والتأمل. فإن كنتم في ريب
مما قلت فإنني مستعد لإقناعكم. وإنْ أذعنتم ولم توجهوا كل قواكم العقلية والمالية
للحصول على هذه الرغيبة، فأنتم العاملون على ضياع أوطانكم وخائنون
أمتكم وملتكم.
((يتبع بمقال تالٍ))
__________
(1) نشرت في فاتحة العدد الثاني الذي صدر في يوم الثلاثاء 29 شوال سنة 1315هـ.

متى يستقيم الظل والعود أعوج

مجلة الأستاذ ، العدد 29 - بتاريخ: 7 - 3 - 1893
ما أضاءت شمس المعارف في أمة إلا اهتدت إلى سبيل الرشاد وسلكت طريق الحضارة ونالت من الغايات أقصاها وقهرت المصاعب بما تتخذه من الوسائل الداعية إلى سعادة بلادها وتمتعها بنعيم العيش كتقدم الزراعة والتجارة والصنائع إلى غير ذلك مما يثبت فيها روح المدنية والعمران.
ولكن ما علمناه عن السلف وما نعلمه عن الخلف قد يشذ في الغالب عن تلك القاعدة فكم من دولة نبغت في المعارف وغاصت بحار العلوم فأتت بدرها المكنون وجوهرها الثمين ولم تشعر إلا وقد صدها عن بلوغ الآمال عوائق لم تخطر لها على بال فأضحت تقاسي مرارة الهوان وتعض بنان الندم على ما فرطت فيه ولو كانت قرأَت العواقب وعززت هرعها إلى أبواب العلوم بالقيام بما يجب عليها للوطن ويرفع شأْنه ويقيه من تقول الغير ما آل أمرها إلى الاضمحلال ولا ضربت عليها الذلة والمسكنة.
فإذا سألها سائل وقال لها ألم تتفطني لحوادث الأيام وما جاء به تاريخ الغابرين فلا جواب لها إلا أن تقول أتقنت دراسة العلوم لأكون من العلماء غير العاملين أو لاتخذها آلة لارتكاب الجرائم ومعيناً على التمسك بأهداب الإهمال كلما فحصت المعارف وسبرت غورها. وقد علمنا أن من أعظم أسباب انحطاط الدول عدم الألفة بين أبنائها وترك نار الشقاق تشب فيهم فتدمر ما قل أن تصلحه الأيام. فعليكم بني الشرق عموماً وأهل مصر خصوصاً باتخاذ الحزم ديدناً وتأييد مواثيق الوفاق حتى تستردوا ما سلبتكم إياه الخطوب وأغار عليه الغير بأن تصلحوا ذات بينكم عملاً بقوله تعالى {وأطيعوا الله والرسول ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} كيف لا وقد علمتكم الحوادث ووزنتم بميزان التجارب قدر تحمل رق العبودية والانصياع للأغراض ألم يكفنا ما قرع آذاننا غير مرة من التبكيت بعدم اقتدارنا على القيام بشؤُوننا وأعباء أعمالنا وعجزنا عن حسن التصرف فيما منحناه ن لدنه عز وجل من الخيرات التي تتسابق إليها الأمم وتؤُمها من أقصى البلاد لتتمتع بها فلنسلك طريق السداد ولنعول على روابط الالتئام ولنتعاون على رد ذاك التبكيت بما ينشأُ عن
اتحاد الكلمة من الصلاح والحصول على درجة من السعادة والسيادة.
عجباً لنا لمَ لم نتفق على ما فيه نفعنا وعلو مكانتنا ونتبع قوله عز من قائل {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً} ولم لا نحافظ على مجد آبائنا الأولين الذين سادوا بين معاصريهم وألفوا المؤلفات العديدة واخترعوا المخترعات المفيدة ولم تزل أعمالهم شاهدة لهم حتى ورد عذب منهلها من خلفوهم فأفاقوا من غشية الجهالة وهاهم اليوم يبكتوننا بتقصيرنا ونحن نسل تلك الأمة العربية أصل العمران ومنبع الحضارة الحاضرة. فلنعول على الاعتصام بحبل المؤاخاة حتى نتمكن من تذليل المصاعب ونستقصي المطالب. عجباً لنا لم لا نجمع بين مشتت أفئدتنا ولم لا يعمل المتنور منا الواجب عليه بأن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر حتى ينصلح حال من ضلوا عن سبيل الهداية وجمحوا في فيافي الغواية وتتهذب أخلاقنا جميعاً. وأخص بذلك الأغرار الذين يتبارون في مضمار الملاهي ويجاهرون بإتباع الشهوات بدون أن تتحرَّك فيهم حمية وطنية تستنهضهم إلى جمع شمل أفكارهم وتوحيد أرائهم التي تباينت كل التباين واتحاد كلماتهم التي تناقضت كل التناقض فأيدت دسائس الغير. لِمَ هذا التغالي في عدم المبالاة ولِمَ ولِمَ. . . بمن يقتدي الفقير إذا رأى الغني زائغاً عن طريق الصواب وكمال الصفات ولا يسوغ لنا أن نعنف مثله أو نضربه بضروب اللوم كما يفعله البعض. ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفساد الذين شبوا على ارتكاب الرذائل وصرفوا ثمين وقتهم وجسيم أموال آبائهم في ترويج تجارة الأجنبي بتعاطيهم خموره المتنوعة التي لا تروج في بلاد غير بلادنا. أولم يقرع أذانك عاقبة حال من عملوا على منوالك ولعبوا الميسر (القمار) فلعبت بهم أيدي الحوادث وأصبحوا أذلاء بعد أن كانوا أعزاء أم لم نعلم أنه لو لم يجد فينا الأجنبي استعداداً لقبول كل ما يعرضه علينا مما خفي ضره تحت أستار التحسين ما ربحت تجارته ولا ترك وطنه العزيز وشد عنه الرحال.
فلنفقه الحقائق ولتعتبر بتقلبات الأيام وصروفها ونقعد لواء العزم على تغيير الخطة قبل أن يتسع الخرق على الراقع عجباً لنا لم لا نقتدي بمن خالطناهم السنين العديدة ونتطبع بطباعهم الحميدة المؤسسة على تعزيز وطنهم مهما شطوا عنه والذب عن حقوقهم والمحافظة على عوائدهم ودينهم ولغتهم والتمسك بعروة الوفاق وغير ذلك مما ضمن لهم
الفخر علينا ونحن نرتع ونلعب مفرطين في إتباع الشهوات وتضيع الأموال ولقد تمس بنا الحاجة أحياناً لاقتراض الدراهم من أحدهم فيصرف لنا من خزائن كرمه ما لا يفوته تخليده في بطون الأوراق (الكمبيالات) مع أخذ الاحتياطات اللازمة على حقوقه وتسجيل ما يراه مناسباٌ له من الربح فنثني عليه ونخرج من عنده وآخر دعوانا أن الحمد لله والشكر لهذا الخواجه الكريم وبعد أن نخرج نتذكر أيام الحظ وليالي اللهو فلا يسعنا إلا التوجه إلى (الخواجه بول مثلاً) صاحبنا القديم الذي جمعت خمارته من النبيذ اللذيذ والشمبانيا العال والبيره اللطيفة ما سلب أموالنا فنلهب هناك أحشاءنا ببعض جرعات ثم نتركه قاصدين قهوة فلان المشهورة بالراقصات وهناك نزيد الطين بلة وإذا نفد ما عندنا من الدراهم فلا نستقبح تسليم الخواجا ساعتنا حتى نوفيه حقه ولا نزال على هذه الحال والديون تتراكم علينا حتى يباع ما نمتلكه. وقس على ذلك ما يعجز عن تسطيره اليراع فليتيقظ الغافلون وليتذكر المتذكرون وإلا متى يستقيم الظل والعود أعوج. عجباً لنا ولأَِهلينا الذين تفرقت كلمتهم ولم يتعاونوا على خدمة بلادهم بل مهدوا للعابث طريق التداخل في شؤوننا بالتشعب الذي حال بينهم وبين الإصلاح وجعلهم مضغة في الأفواه ومرمى لسهام الملام ولم يكتسبوا سوى التنديد الفاضح والتقريع الفادح. فلنتعظ بسير الغريين ونقتد بهم في غيرتهم على خدمة أوطانهم ورفع شأن أبناء جنسهم ولنجعل أعمالهم موضوع دراستنا فقد قضوا زماناً طويلاً وهم متقلدوا أهم المناصب الشرقية أفهل رأيناهم يخدمون بلادنا مهملين صوالح أوطانهم كلا بل الأيام السعيدة التي قضوها في الشدة لم ينسوا تلك الأوطان بل جعلوا لها الحظ الأوفر والنصيب الأعظم لا حذراً من انتقاد منتقد ولا خوفاً من لوم لائم بل أداءً لما فرضوه على أنفسهم من الإخلاص في خدمة محل نشأتهم وأبناء جنسهم فلله درهم من حازمين عقلاء ولله هي من خلال حميدة وغيرة وطنية.
ولم لا نكون مثلهم في أمصار تربينا بها في مهد اليسار والخير ولم تلجئنا قلة ذات يدنا فيها إلى أن نأبق أو نرحل عنها كما فعل غيرنا فبالله قل لي لو ضاق العيش بنا لا سمح الباري ومستنا الحاجة إلى شد الرحال وترك الأوطان أليس من باب أولى أن نهملها ونهب أنفسنا لخدمة من يحسن مثوانا ويسد رمقنا ونحن بعيدون عنها نعم ولا شك إلا أنه لا توجد في تلك الأمم المتمدنة من تسمح لنا بالتداخل في شؤونها مهما كانت كفائتنا ولا من ترأف بنا أو ترق لحالنا ولنا في الأحوال الحاضرة والأخبار اليومية أعظم برهان وأوضح دليل فلندرك الحقائق ولنتدارك الأمر وليرتضع أُلوا الأمر منا أفاويق الوفاق فقد اشتدت الأزمة ولنعتبر بالأمثال العديدة حتى لا نقع فيما نخشاه عجباًَ لنا ولأهلينا ما لهم لا يقلدون الأجنبي إلا فيما لا يجدي ولا ينفع كالتفنن في المأكل والمشرب والملبس حتى علموه كيف يكون التفنن والتأنق وألزموه أن يبرز لهم كل يوم من عجائب المودة (النمط الجديد) والأصناف المتنوعة ما انطوى غشه تحت أستار التحسين وبذا ضمنوا له تشغيل فابريقاته وتحويل أغلب ما تخرجه هذه الفابريقات من أنواع الزخرف على الشرق ومن به.
وما أسرعنا إذا أحضر تاجر منهم صنفاً جديداً إلى التسابق لشرائه ودفع الأثمان الباهظة فيه بنية صافية ورضا قلب بدون أن تحك الوطنية فينا عواطف طاهرة تيقظنا من هذه الغفلة وتحثنا على تقليد الغير والنسج على منواله لنتخرج بالأقل من حيز الحاجة لأننا لو عللنا النفس بأكثر من هذا وعزمنا على مجاراته في جميع أعماله ونحن على هذه الحال وقصدنا تشغيل معاملنا وعرض مصنوعاتها على سوقه فإننا نرجع لاشك من عندك بخفي حنين إذ لا يحضر هناك من يبتاع منا مثقال ذرة أو من يترك مصنوعات بلده ويعكف على تجارتنا فيرفع عنها غشاء الكساد.
فلنخلع لباس الإهمال ولنعر آذاناً واعية لأقوال الحكماء ونصائح أولي الجرائد الوطنية المنزهة عن الأغراض فما فيهم الأكل أستاذ مدرب خبير ومؤيّد بدلائل الحق الساطعة وأسانيده الدامغة ولنتابعد عن حث ذوي الأغراض فما فيهم الأكل مناع للخير معتد أثيم كيف لا ونحن اليوم في عهد أمير جليل عارف بواجبات وطنه ورعيته فلنخلص في محبته ولنعمل على شاكلته وإلا متى يستقيم الظل والعود أعوج