كنا فى طفولتنا نعيش رومانسية من نوع خاص، مادتها الرئيسة هى قصص الخيال الخرافى ... لكننا لم نكن نرى فيها هذه الخرافة، وكنا ندرك تمام الإدراك - حتى ونحن فى هذه السن الصغيرة - أنها فى سياقها القصصى تأخذنا لعالم رومانسى له قوانينه التى لم نخلط بينها - رغم طفولتنا الساذجة - وبين قوانين العالم الذى نعيش فيه!!ـ
أعادتنى صحيفة "الأهرام" اليوم لهذا العالم الرومانسى "الكيوت" بعنوانها الرئيس الذى لم أعرف إن كان عنواناً "خبرياً" كما يقول "مبناه"، أم هو عنوان "إنشائى" كما يقول "معناه"!! ... يقول العنوان: "إطلاق طاقات الإبداع والخيال فى مؤسسات الدولة"!! ... تذكرت فوراً وأنا أقرأه فيضاً من قصص الطفولة الساذجة: من قصة "الأميرة النائمة" التى حبسها "أهل الشر" فى سجن اللعنة حتى أطلق الأمير الموعود سراحها بقبلته الشهيرة التى طبعها على جبينها، إلى قصة علاء الدين الذى أطلق سراح العفريت المحبوس فى المصباح ليحقق له كل أحلامه، ولو كان طلب منه "الريف المصرى" كان ح يجيب له الريف الإنجليزى "بيرطن" ولا ولاد البلد!!ـ
الفرق الوحيد بين قصص الرومانسية التى ارتبطنا بها أطفالاً زمن "بابا شارو" و"ماما سميحة" وبين قصص هذه الأيام هو إن قصص الخرافة الرومانسية الحديثة طورت من تقنيات "إطلاق طاقات الإبداع والخيال" التى بينها لنا "الأهرام" وهو ينقل لنا أخبار ما يبذله الرئيس من جهد لاستعادة الوعى، فبدلاً من قبلة الجبين وحك المصباح طلب السيد الرئيس من كل رؤساء العمل إنهم "يطبطبوا" على الموظفين عندهم، وبهذا ستنطلق الطاقات النائمة والخيال المحبوس!!ـ
اوعوا تفتكروا المسألة مجرد كلام بيضحكوا بيه علينا ... الراجل جاب شوية شباب باين عليهم النعمة، وواضح من مظهرهم أنهم يرتبطون بصلة قرابة مع الأميرة النائمة، وطبطب عليهم، وأخد معاهم صورة وهم بيطلقوا طاقات الإبداع والخيال التى تجسدت فى أول "بطارية" صناعة مصرية 100% وضع عليها الرئيس إمضاءه الكريم!! ... منتهى الرومانسية!! والله ولك وحشة يا بابا شارو!!ـ
بابا شارو كان مفيد و تعلمنا منه الكثير على العكس تماما من هذا القزم
ReplyDelete